المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2025

تنبيه علىٰ نسبة ابن حبان للسنة...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه، وبعد: فقد قالَ عادل آل حمدان في حاشية السنة لحرب الكرماني متكلمًا عن حديث العماء لأبي رزين العقيلي: ” وذكرتُ تلقي أهلَ السنةِ لهذا الحديث بالقبولِ، وتصريحهم بتصحيحِهِ وقبولِهِ. ومنهم: أبو عبيد القاسم بن سلام، والترمذي، وابن حبان، وابن القيم، وغيرهم حتىٰ قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية: صححه الحفاظ وقبلوه. ” قد أحسنَ الشيخ بتصحيحه الأثر وقبوله غير أن ذِكرهُ ابنَ حبانٍ في أهل السنة غلطٌ، فهو في صحيحه يتأولُ صفةَ الساقِ ردًّا لها. ويقول في لفظ اليمين للَّهِ وغيره: (وَلَكِنْ أُطْلِقَتْ هَذِهِ الأَخْبَارُ بِأَلْفَاظِ التَّمْثِيلِ لِصِفَاتِهِ عَلَىٰ حَسْبِ مَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ تَكْيِيفِ صِفَاتِ اللَّه، جَلَّ رَبُّنَا وتعالىٰ عَنْ أَنْ يُشَبَّهَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ) وهذا واضِحٌ منه أنه لا يثبِتُ للَّهِ يمينًا. وفي إثباتِهِ إذ هو أثبتَ من طريقةِ الكلابيةِ في الإثبات ما هو واضِحٌ، فقد قال بتثبيت عينين بغير حدقة، وسمع بلا أذنين. وهذه طريقةٌ كلابيةٌ تجمع بين النفي والإثبات، وهي بدعةٌ، وا...

لم نزل القرآن متفرقًا علىٰ محكم ومتشابه؟

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه، فإني أحمد اللَّه وأستعينه، ولا حول ولا قوة إلا به. فلعل سائلّا يسأل: لم نُزِّل القرآن متفرقًا علىٰ محكمٍ ومتشابهٍ؟ أليس اللَّه مريدًا بعبادِهِ الهدىٰ والبيان؟، فلم لم يحكم كل كتابِه ووحيه؟ أليس مريدًا بعبادِه التخفيفَ والرحمةَ بوحيهِ؟، فلم لم يجمعه، فيُنزِله مُكمَّلًا تامَ السورِ في حينٍ؟ فيقال: فأما إنزال الكتاب علىٰ محكم ومتشابه، فإن حكمتَهُ مشار إليها في الكتابِ، إذ قالَ تعالىٰ وهو خير القائلين: ﴿فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ ابتِغاءَ الفِتنَةِ وَابتِغاءَ تَأويلِهِ وَما يَعلَمُ تَأويلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَقولونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ﴾  فأنزل المحكم والمتشابه، فعُرِف بذاك من في قلبِهِ ثباتٌ، ومن في قلبه زيغٌ وميلٌ باتباع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة بالشبهات، وابتغاء تأويله. وروىٰ أبو جعفر الطبري عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: (ابتغاء الفتنة)، قال: الشبهات، هلكوا به - يعني المتشابه - ففي إنزال المحكم مع المتشابه امتحان...