الإجماع علىٰ اسم النور للَّه تعالىٰ...
بسم اللَّه وبه أستعين والصلاة والسلام علىٰ رسول رب العالمين، وبعد:
قال أبُو عبد اللَّه ابن القيم في مختصر الصواعق المرسلة [٤١٩]:
” النُّورَ جَاءَ فِي أَسْمَائِهِ تَعَالَىٰ، وَهَذَا الِاسْمُ مِمَّا تَلَقَّتْهُ الْأُمَّةُ بِالْقَبُولِ وَأَثْبَتُوهُ فِي أَسْمَائِهِ الْحُسْنَىٰ
وَهُوَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالَّذِي رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ
وَمُحَالٌ أَنْ يُسَمِّيَ نَفْسَهُ نُورًا، وَلَيْسَ لَهُ نُورٌ، وَلَا صِفَةُ النُّورِ ثَابِتَةٌ لَهُ “
أقول: الراجح في تعداد الأسماء الإدراج، فمن عددها هو الوليد بن مسلم رحمه اللَّه، ولكن اسم النور ثابت بقوله سبحانه: {اللَّه نور السماوات والأرض}
وكونه نورًا ومسمًى بالنور هذا لم ينكره حتىٰ الجهمية فيما مضىٰ من قبل
قال أبو العباس ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية:
” أن كونه نورًا أو تسميته نورًا مما لم يكن ينازع فيه قدماء الجهمية وأئمتهم الذين ينكرون الصفات بل كانوا يقولون إنه نور
قال الإمام أحمد في الرد علىٰ الجهمية: وقلنا للجهمية حين زعموا أن اللَّه بكل مكان ل.ييخلو منه مكان،.فقلنا لهم: أخبرونا عن قول اللَّه جل ثناؤه: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}
لِمَ تجلى للجبل إذا كان فيه بزعمكم، فلو كان فيه كما تزعمون لَمْ يكن متجليًا لشيء هو فيه، لكن اللَّه تبارك وتعالىٰ علىٰ العرش وتجلى لشيء لم يكن فيه، ورأى الجبل شيئًا لم يكن رآه قط قبل ذلك
وقلنا للجهمية: اللَّه نور، فقالوا: هو نور كله ”
ثم قال ابن تيمية رحمه اللَّه:
” وقال الخلال: حدثنا يحيىٰ بن أبي طالب قال: كنا عند عمر بن يحيىٰ الواسطي بن أخي علي بن عاصم فتذاكرنا من قال القرآن مخلوق
فقال: حدثني يحيىٰ بن عاصم، قال: كنت عند أبي، فاستأذن عليه بشر المريسي
فقلت له؛ يا أبت مثل هذا يدخل عليك، قال: يا بني ما له، قلت: إنه يقول القرآن مخلوق وإن اللَّه معه في الأرض وإن الشفاعة باطلة وإن الصراط باطل وإن الميزان باطل وإن منكرًا باطل مع كلامٍ كثير
قال: ويحك أدخِله علي، قال فأدخلته، فجعل يقول؛ ويلك يا بشر اُدْنُه، فما زال يدنيه حتىٰ قرب منه، ثم قال: ويلك يا بشر ما هذا الكلام الذي بلغني عنك
قال: وما هو يا أبا الحسن، قال: بلغني أنك تقول القرآن مخلوق وأن اللَّه في الأرض معك مع كلام كثير، فقال: ويلك من تعبد وأين ربك
قال: يا أبا الحسن لم أجئ لهذا إنما جئت لتقرأ عليَّ كتاب خالد، قال: فقال لا ولا نعمة عين ولا عزازة حتىٰ أعلم ما أنت عليه أين ربك ويلك
قال: فقال: أما إذ أبيت عليَّ يا أبا الحسن فربي نور في نور، قال: فجعل يزحف إليه من ضعف ويقول ويحكم اقتلوه فإنه واللَّه زنديق “
هذا وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا محمد
تعليقات
إرسال تعليق