هل يصح قياس ابن خزيمة علىٰ أبي ثور؟
بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فقد روىٰ مسلم في صحيحه عن النبي ﷺ قال: ”إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَىٰ صُورَتِهِ“ أقول: المراد بالصورة هاهنا صورة الوجه فقط يعني خلق آدم ﷺ علىٰ صورة وجهه، فصورة وجه آدم على صورة وجه اللَّه جل وجهه وهذا هو الصواب لأنَّ رسول اللَّه ﷺ علق النهي عن ضرب الوجه بخلقه جل وعز آدم علىٰ صورته فلو كان المراد كل الصورة لما جاز ضرب جسد الإنسان كله، ولما كان للوجه مزية بحيث لا يُضرب دون غيره، فلكان قول النبي ﷺ: ”فليتجنب الوجه“ غير مفهوم في معناه إذ كل الجسد لا يجوز ضربه فالأمر بتجنب الوجه يعني وقوع الضرب في غيره فهذا معقول كلامه ﷺ ولو كان المراد دخول غير الوجه كاليد والساق وغير ذلك لما كان هذا معقولًا إذ لا مزية للوجه في مثل هذا التفسير فهذا يقتضي أن المراد بعلىٰ صورته أي صورة الوجه فقط لا غير، فلا يدخل بهذا صورة الساق واليد وغير ذلك والسياق يدل علىٰ هذا فهو عن الوجه، والكلام إنما يُوجَّه إلىٰ المعنىٰ الذي يحتمله في سياقه قال ابن تيمية في بيان تل...