إنما تشكر بقدرك...

 بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد:

قال ابن أبي الدنيا في الشكر:

٨ - حدثنا الحسن بن الصباح، نا أبو يحيىٰ الباهلي، قال: قال لي سليمان التيمي: إن اللَّه أنعم علىٰ العباد علىٰ قدره، وكلفهم الشكر علىٰ قدرهم )

أقول: هو الأمر واللَّه كذلك بخلاف من إذا أطاع لاحظ فقط تقصيره وإذا عصىٰ لاحظ معصيته دون التوبة وأثرها واستعظمها جدًّا وكأنما يتوهم كمالًا في نفسه

وهذا من سوء الظن باللَّه جل وعلا وبقدر نعمه ورحمته

قال ابن أبي الدنيا أيضاً:

٧٢ - حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني روح بن قاسم: أنّ رجلًا من أهله تنسك، فقال:

لا آكل الخبيص، أو الفالوذج، لا أقوم بشكره، قال: فلقيت الحسن فقلت له في ذلك، فقال الحسن: هذا إنسان أحمق، وهل يقوم بشكر الماء البارد )

أقول:

يعني لأنّه ظن أنه يشكر غير ما ذكر من النعم، وهذا من سوء الظن بالنعمة فأنت إنما تشكر بقدرك فقط

قال جل وعلا: ( وإن تعدوا نعمة اللَّه لا تحصوها إن اللَّه لغفور رحيم )

فهو سبحانه غفور - أي ساتر - لعظيم تقصيرك بشكر نعمه التي لا تحصىٰ 

وليس كذلك فقط بل رحيم بك مع تقصيرك في الشكر إذا ما أطعت بقدرك، فيسترك ويستر تقصيرك ويرحمك ويعطيك ويثيبك

وأما المخلوق فإن عفى وستر فقد لا يجزي ويثيب رحمةً، فتأمل...

فالحمد للَّه، وصلىٰ اللَّه علىٰ نبينا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخلاف في صفة الهرولة...

دلالة الحس علىٰ الخالق وصفاته وأفعاله...

هل تثبت صفة البشبشة؟