معنىٰ اسم جبريل وميكائيل وإسرافيل...
بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد:
كأنّه يقولُ: يضيفُ جَبْرَ ومِيْكا وإسْرافَ إلىٰ إيل، يقولُ: عبدُ اللَّهِ
{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا}، كأنّه يقولُ: لا يَرْقُبون اللَّه “
قال ابن أبي حاتم في تفسيره:
” ٩٦٣ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَىٰ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ عَنْ ابن عبَّاس قال: إِنَّمَا قَوْلُهُ جِبْرِيلُ كَقَوْلِهِ: عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ “
هذا سند صحيح
وقال ابن أبي حاتم:
” ٩٦٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَقَالَ جِبْرِ: عَبْدٌ، وَإِيلُ: اللَّهُ ”
وهذا أيضًا صحيح
ولا يعل الأثر بعنعنة الأعمش فالأصل فيها الاتصال، قال أبو داود في سؤالاته:
[ ١٣٨ - سمعت أحمد سُئِلَ عن الرجل يعرف بالتدليس يحتج فيما لم يقل فيه سمعت؟، قال: لا أدري
فقلت: الأعمش متى تصاد له الألفاظ؟، قال: يضيق هذا، أي أنك تحتج به ]
فالأصل الاحتجاج به وذاك لأن غالب إرساله إرسال خفي لا تدليس الإسناد يعني يروي عمن أدركه وأمكنه لقياه والسماع منه وهو لم يسمع منه شيئًا
فهو مثلًا يروي عن شمر بن عطية ولم يسمع منه أصلًا كما قال الإمام أحمد مع كونه أدرك وسمع شيوخًا هم أكبر منه، وهكذا حاله في الغالب
فإذا عنعن وثبت أصل السماع فالأصل قبول روايته إلا بمعارض يدلنا علىٰ تدليس الإسناد في الأمثلة المعينة
والمعارض الذي ذكرناه يكون بتصريحه بواسطة بينه وبين الشيخ في إحدىٰ الطرق أو بنص إمام عارف أو بذكر الأئمة له أنّه عن فلان بالخصوص يدلس كما ذكروا تدليسه عن مجاهد خلا بعض الأحاديث، واللَّه العالم
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره:
” حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيانَ، عن خُصَيفٍ، عن عِكْرمةَ في قولِه: ﴿جِبْرِيلَ﴾
قال: جبر عبدٌ، إيلُ اللَّهُ، وميكا قال: عبدٌ، وإيلُ اللَّه “
ابن وكيع كان يُدخَل عليه من قبل وراقه ولعل رواية الطبري عنه هنا ليست مما أُدخِلَ عليه إذ مثل ذلك منكر
وخصيف ضعيف ولكنه يحتمل بمقطوع كذاك
قال الطبري:
” حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابن عُلَيَّةَ، عن سليمانَ، عن أبي مِجْلَزٍ في قولِه: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً}، قال: مثلُ قولِه: جَبْرائيلُ مِيكائيلُ إسْرافيلُ
كأنّه يقولُ: يضيفُ جَبْرَ ومِيْكا وإسْرافَ إلىٰ إيل، يقولُ: عبدُ اللَّهِ
{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا}، كأنّه يقولُ: لا يَرْقُبون اللَّه “
هذا إسناد صحيح لأبي مجلز لاحق بن حميد وهو تابعي صغير من تلامذة ابن عباس
قال الطبري:
” فأمّا: جَبْر وميك، فإنّهما هما الاسمان اللذان أحدُهما بمعنىٰ: عَبْدٍ، والآخرُ بمعنىٰ: عُبَيدٍ
وأمّا إيل فهو اللَّهُ تعالىٰ ذِكْرُه، كما حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا جابرُ بنُ نوحٍ الحِمَّانِىُّ، عن الأعمشِ، عن المنهالِ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، قال: قال ابنُ عباسٍ: جبريلُ وميكائيلُ كقولِك: عبدُ اللَّه ”
هذا وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا محمد
تعليقات
إرسال تعليق