الرواية بالمعنىٰ...
بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ أهل بيته وصحبه الأبرار، وبعد:
فإنَّ بعض الناس ممن غرضهم الطعن بالسنة أو التقليل من شأنها لرد ما يضيقون به ذرعًا منها يدندون حول مسأل الرواية بالمعنىٰ
فإذا صَعُب عليهم حديث قالوا: هو مروي بالمعنىٰ
وأنا هنا سأذكر نقطتين بشأن الرواية بالمعنىٰ قد لا يذكرها هؤلاء:
(١) - الرواية بالمعنىٰ تكون بتغيير يسير والمعنىٰ واحد كقولك: هلم وتعال، لا كما يظن البعض بأنَّ هناك اختلافًا وتغييرًا بينًا
والرواية بالمعنىٰ إنَّما هي لمن كان عليمًا بلغات العرب وبما يحيل المعنىٰ وبما لا يحيله
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي / ٤٢٧:
” وإنَّما يجوز ذلك لمن هو عالم بلغات العرب بصير بالمعاني عالم بما يحيل المعنىٰ، وما لا يحيله، نص علىٰ ذلك الشافعي. “
(٢) - هذه النقطة الأهم وهي: أنَّ الغالب مراعاة المحدثين للألفاظ كما هي وأنَّ الاختلاف يكون بشيء يسير جدّّا
فإن قيل: ما الدليل؟، قيل: إنَّك لو ذهبت للأحاديث التي اشترك في روايتها المحدثين لوجدت تطابقًا وتوافقًا ظاهرًا اللهم إلَّا بعض الاختلاف اليسير هنا وهناك
يعني مثلًا فلان يقول: أبصر فلان، وعلان يقول: فلان أبصر، وهكذا
مثلًا في حديث من لا يرحم لا يُرحم رُوِيَ الحديث تارة بلفظ: إنه من لا يرحم لا يُرحم، وتارة بلفظ: من لا يرحم لا يُرحم
ورُوِيَ حديثٌ بلفظ: أبصر الأقرع بن حابس، ورُوٓيَ تارة بلفظ: أن الأقرع بن حابس أبصر
والتطابق ظاهر في الروايات بشكل عام، ومثله كثير جدًّا لمن ينظر ولو فقط في الروايات المشتركة بين أصحاب الكتب الستة
وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا محمد
تعليقات
إرسال تعليق