معاني الرجم في القرآن الكريم...
بسم اللَّه وبه أستعين وأقصد والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين، وبعد:
قال ابن قتيبة في تَأوِيل مُشكِل القرآن [٦٠٦]:
” الرجم: أصله الرمي، كقوله تعالىٰ: {وَجَعَلناها رُجومًا لِلشَّياطينِ}، أي مرامي “
قال أحمد بن فارس في مقاييس اللغة [٤٩٣]:
” رَجَمَ: الرَّاءُ وَالْجِيمُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَرْجِعُ إِلَىٰ وَجْهٍ وَاحِدٍ، وَهِيَ الرَّمْيُ بِالْحِجَارَةِ، ثُمَّ يُسْتَعَارُ ذَلِكَ. “
أقول: رُجُوم جمعُ تكسيرٍ للمصدر: الرَجْم، والمراد: اسم المفعول كما يتبين هذا من الكلام
فوُضِعَ المصدر موضع اسم المفعول كما يقال: خلق اللَّه بمعنىٰ مخلوقو اللَّه سبحانه، ومن ذلك قوله ﷺ: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)، أي فهو مردود
وأمثلة هذا كثيرة عند العرب
قال البخاري في صحيحه:
” {رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}، مَرَامِيَ “
قال الطبري في تفسيره:
” حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {وَلَقَدْ زَيَّنا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً للشَّاطِينِ}
إن اللَّه جلّ ثناؤه إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال: خلقها زينة للسماء الدنيا، ورجومًا للشياطين، وعلامات يُهتدىٰ بها
فمن يتأوّل منها غير ذلك، فقد قال برأيه، وأخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلَّف ما لا علم له ”
هذا إسناد صحيح، وقد علق البخاري رحمه اللَّه الأثر في صحيحه
وقوله: ( ورجومًا للشياطين )، يعني أنه جعل النجوم مرامي تُرمَىٰ بها الشياطين، وذاك أن الشهب المضيئة تخرج منها فيُرمَىٰ بها
قال ابن قتيبة في مشكل القرآن
” ثم يستعار فيوضع موضع القتل، لأنهم كانوا يقتلون بالرجم، ومنه قوله تعالىٰ: {لنرجمنكم}، أي لنقتلنكم
وقال تعالىٰ: {وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون}، أي تقتلون، وقال تعالىٰ: {لولا رهطك لرجمناكم}، أي لقتلناك “
أقول: تستعير العرب الكلمة موضعَ الكلمة إذا كانت مشابهةً للأولىٰ أو بسببٍ منها
فكما يضعون التذوق موضع الاختبار والتجربة، فيقولون: اركب الحصان وذُقه أي وجربه واختبر
وكما قال تعالىٰ: {يَومَ يُسحَبونَ فِي النّارِ عَلىٰ وُجوهِهِم ذوقوا مَسَّ سَقَرَ}
أي جربوا وقايسوا سقر، نعوذ باللَّه منها
فكما يستعير العرب في مثل ما ذكرت وغيره يقولون أيضًا: لئن لم تنته لأرجمنك أي لأقتلنك
والقتلُ بسببٍ من الرجم، فاستعيرت الكلمة موضع القتل
وأما قوله تعالىٰ: {لنرجمنكم}، فقال الطبري في تفسيره:
” حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنرْجُمَنَّكُمْ}، بالحجارة
{وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ ألِيمٌ}، يقول: ولينالنكم منا عذاب مُوجِع. “
ولا يظهر أن المراد من الآية رجم القول أي السب والشتم
لأن في لواحق الآيات قتلهم للرجل الناصح وإدخاله بعد ذلك الجنة
فيظهر أنهم يقصدون بالرجم القتل لا السب، واللَّه العالم
وأما قوله تعالىٰ: {عذت بربي وربكم أن ترجمون}
فقيل: رجم القول أي رميه بأنه ساحر وكذاب وشتمه
وقيل: رجم الحجارة، يعني القتل بالحجارة
ولا تعارض فاللفظ يحتمل الأمرين وكلاهما ثابت إذ فرعون وآله رجموا موسىٰ ﷺ بقولهم أنه ساحر وكذاب
وكذلك أيضًا أراد فرعون لعنه اللَّه قتل موسىٰ ﷺ، وهذا هو الرجم بمعنىٰ القتل
فيظهر أن المراد بالرجم: رجم القول والفعل أي القتل، واللَّه العالم
قال الطبري:
” والرجم قد يكون قولًا باللسان، وفعلًا باليد، والصواب أن يقال: استعاذ موسىٰ بربه من كل معاني رجمهم الذي يصل منه إلىٰ المرجوم أذًى ومكروه، شتمًا كان ذلك باللسان، أو رجمًا بالحجارة باليد “
قال ابن قتيبة في مشكل القرآن:
” ويوضع موضع الشتم، لأن الشتم رمي، ولذلك يقال: قذف فلان فلانًا إذا شتمه وأصل القذف: الرمي
ومنه قول أبي إبراهيم له: {لأرجمنك}، أي لأشتمنك “
وهذا التفسير الذي ذكره ابن قتيبة اللَّه يرحمه هو تفسير عموم السلف للآية الكريمة
قال ابن قتيبة في مشكل القرآن:
” ويوضع موضع الظن، ومنه قوله تعالىٰ: {رجمًا بالغيب}، أي ظنًا
ويقال: رجم بالظن، كأنه رمىٰ به “
قال عبد الرزاق في تفسيره:
" ١٦٦٤ - أرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {رَجْمًا بِالْغَيْبِ}، قَالَ: قَذْفًا بِالظَّنِّ “
وهذا إسناد صحيح
قال ابن قتيبة في مشكل القرآن:
” والرجم: اللعن، والطرد: لعن، ومنه قيل: ذئب لعين أي طريد
وإنما قيل: رجيم للشيطان: رجيم، أي طريد، لأنه يُطرد برجم الكواكب “
أقول: رجيم فعيل من رجم يرجُمُ، وفعيل بمعنىٰ اسم المفعول هاهنا أي بمعنىٰ مرجوم
وقد تأتي صيغة فعيل لاسم المفعول كما يقال: كتاب حكيم أي مُحكَم
” ٢٦١٤ - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَىٰ: {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ}، قَالَ: مَلْعُونٌ “
وقال الطبري في تفسيره:
” والرجيـم المرجوم، صرف من مفعول إلىٰ فعيل وهو المشتوم
كذلك قال جماعة من أهل التأويل، ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: {فإنَّكَ رَجِيمٌ} والرجيم: الملعون “
هذا ثابت عن قتادة رحمه اللَّه، واللَّه العالم
وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا محمد
قال ابن قتيبة في تَأوِيل مُشكِل القرآن [٦٠٦]:
” الرجم: أصله الرمي، كقوله تعالىٰ: {وَجَعَلناها رُجومًا لِلشَّياطينِ}، أي مرامي “
قال أحمد بن فارس في مقاييس اللغة [٤٩٣]:
” رَجَمَ: الرَّاءُ وَالْجِيمُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَرْجِعُ إِلَىٰ وَجْهٍ وَاحِدٍ، وَهِيَ الرَّمْيُ بِالْحِجَارَةِ، ثُمَّ يُسْتَعَارُ ذَلِكَ. “
أقول: رُجُوم جمعُ تكسيرٍ للمصدر: الرَجْم، والمراد: اسم المفعول كما يتبين هذا من الكلام
فوُضِعَ المصدر موضع اسم المفعول كما يقال: خلق اللَّه بمعنىٰ مخلوقو اللَّه سبحانه، ومن ذلك قوله ﷺ: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)، أي فهو مردود
وأمثلة هذا كثيرة عند العرب
قال البخاري في صحيحه:
” {رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}، مَرَامِيَ “
قال الطبري في تفسيره:
” حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {وَلَقَدْ زَيَّنا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً للشَّاطِينِ}
إن اللَّه جلّ ثناؤه إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال: خلقها زينة للسماء الدنيا، ورجومًا للشياطين، وعلامات يُهتدىٰ بها
فمن يتأوّل منها غير ذلك، فقد قال برأيه، وأخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلَّف ما لا علم له ”
هذا إسناد صحيح، وقد علق البخاري رحمه اللَّه الأثر في صحيحه
وقوله: ( ورجومًا للشياطين )، يعني أنه جعل النجوم مرامي تُرمَىٰ بها الشياطين، وذاك أن الشهب المضيئة تخرج منها فيُرمَىٰ بها
قال ابن قتيبة في مشكل القرآن
” ثم يستعار فيوضع موضع القتل، لأنهم كانوا يقتلون بالرجم، ومنه قوله تعالىٰ: {لنرجمنكم}، أي لنقتلنكم
وقال تعالىٰ: {وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون}، أي تقتلون، وقال تعالىٰ: {لولا رهطك لرجمناكم}، أي لقتلناك “
أقول: تستعير العرب الكلمة موضعَ الكلمة إذا كانت مشابهةً للأولىٰ أو بسببٍ منها
فكما يضعون التذوق موضع الاختبار والتجربة، فيقولون: اركب الحصان وذُقه أي وجربه واختبر
وكما قال تعالىٰ: {يَومَ يُسحَبونَ فِي النّارِ عَلىٰ وُجوهِهِم ذوقوا مَسَّ سَقَرَ}
أي جربوا وقايسوا سقر، نعوذ باللَّه منها
فكما يستعير العرب في مثل ما ذكرت وغيره يقولون أيضًا: لئن لم تنته لأرجمنك أي لأقتلنك
والقتلُ بسببٍ من الرجم، فاستعيرت الكلمة موضع القتل
وأما قوله تعالىٰ: {لنرجمنكم}، فقال الطبري في تفسيره:
” حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنرْجُمَنَّكُمْ}، بالحجارة
{وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ ألِيمٌ}، يقول: ولينالنكم منا عذاب مُوجِع. “
ولا يظهر أن المراد من الآية رجم القول أي السب والشتم
لأن في لواحق الآيات قتلهم للرجل الناصح وإدخاله بعد ذلك الجنة
فيظهر أنهم يقصدون بالرجم القتل لا السب، واللَّه العالم
وأما قوله تعالىٰ: {عذت بربي وربكم أن ترجمون}
فقيل: رجم القول أي رميه بأنه ساحر وكذاب وشتمه
وقيل: رجم الحجارة، يعني القتل بالحجارة
ولا تعارض فاللفظ يحتمل الأمرين وكلاهما ثابت إذ فرعون وآله رجموا موسىٰ ﷺ بقولهم أنه ساحر وكذاب
وكذلك أيضًا أراد فرعون لعنه اللَّه قتل موسىٰ ﷺ، وهذا هو الرجم بمعنىٰ القتل
فيظهر أن المراد بالرجم: رجم القول والفعل أي القتل، واللَّه العالم
قال الطبري:
” والرجم قد يكون قولًا باللسان، وفعلًا باليد، والصواب أن يقال: استعاذ موسىٰ بربه من كل معاني رجمهم الذي يصل منه إلىٰ المرجوم أذًى ومكروه، شتمًا كان ذلك باللسان، أو رجمًا بالحجارة باليد “
قال ابن قتيبة في مشكل القرآن:
” ويوضع موضع الشتم، لأن الشتم رمي، ولذلك يقال: قذف فلان فلانًا إذا شتمه وأصل القذف: الرمي
ومنه قول أبي إبراهيم له: {لأرجمنك}، أي لأشتمنك “
وهذا التفسير الذي ذكره ابن قتيبة اللَّه يرحمه هو تفسير عموم السلف للآية الكريمة
قال ابن قتيبة في مشكل القرآن:
” ويوضع موضع الظن، ومنه قوله تعالىٰ: {رجمًا بالغيب}، أي ظنًا
ويقال: رجم بالظن، كأنه رمىٰ به “
قال عبد الرزاق في تفسيره:
" ١٦٦٤ - أرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {رَجْمًا بِالْغَيْبِ}، قَالَ: قَذْفًا بِالظَّنِّ “
وهذا إسناد صحيح
قال ابن قتيبة في مشكل القرآن:
” والرجم: اللعن، والطرد: لعن، ومنه قيل: ذئب لعين أي طريد
وإنما قيل: رجيم للشيطان: رجيم، أي طريد، لأنه يُطرد برجم الكواكب “
أقول: رجيم فعيل من رجم يرجُمُ، وفعيل بمعنىٰ اسم المفعول هاهنا أي بمعنىٰ مرجوم
وقد تأتي صيغة فعيل لاسم المفعول كما يقال: كتاب حكيم أي مُحكَم
قال تعالىٰ: {تلك آيات الكتاب الحكيم}، أي الكتاب المُحكَم بدليل قوله تعالىٰ: {الر كِتابٌ أُحكِمَت آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَت مِن لَدُن حَكيمٍ خَبيرٍ}
قال عبد الرزاق في تفسيره:
” ٢٦١٤ - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَىٰ: {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ}، قَالَ: مَلْعُونٌ “
وقال الطبري في تفسيره:
” والرجيـم المرجوم، صرف من مفعول إلىٰ فعيل وهو المشتوم
كذلك قال جماعة من أهل التأويل، ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: {فإنَّكَ رَجِيمٌ} والرجيم: الملعون “
هذا ثابت عن قتادة رحمه اللَّه، واللَّه العالم
وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا محمد
تعليقات
إرسال تعليق