استشكال الذكر: أصبح الملك للَّه...

بسم اللَّه وبه أستعين وأقصد والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين، وبعد:

فقد آنستُ أناسًا ممن استشكلوا الذكر الوارد: أصبحنا وأصبح الملك للٌَه وأمسينا وأمسىٰ الملك للَّه

فقالوا: الملك دائمًا وأبدًا للَّه، فكيف يقال: أصبح أو أمسىٰ الملك للَّه؟

والفرضُ علىٰ كل مسلمٍ أن يتأدب ويتواضع في علمه ونفسه بالسؤال والتأني وألا يُسارِع بالرد والإنكار 

قال الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه [٢٠٨٩]:

” حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الحسن بن عبيد اللَّه، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد اللَّه قال:

كان نبي اللَّه ﷺ إذا أمسىٰ قال: أمسينا وأمسى الملك للَّه، والحمد للَّه لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له

قال: أراه قال فيهن: له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها

رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر

وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: أصبحنا وأصبح الملك للَّه “ 

فهذا الذكر الطيب المبارك ثابت عن النبي ﷺ، ولا يحل لرجل أن يدفعه بتوهم توهمه إذ قد صح عن نبينا ﷺ 

وأما استشكال المستشكلين لهذا الذكر فلا يصح

وذاك أن قولك: أصبح الشيء و أمسىٰ الشيء

إنما معناه: دخل الشيء في وقت الصباح أو المساء

ومن هذا قول القائل: أشتىٰ الرجل وأفجر الرجل أي دخل بوقت الشتاء والفجر

فمعنىٰ الحديث علىٰ هذا إنما هو: الملك للَّه عز وجل في الصباح وفي المساء لا أنه صار في الصباح والمساء وقبلها لم يكن 

وإنما يكون هذا المعنىٰ إن كانت أصبح وأمسىٰ من إخوات كان بحيث ترفع المبتدأ والخبر

تقول: أصبح الرجل نشيطًا، وأمسىٰ الرجل متعبًا، أي صار الرجل في الصباح نشيطًا، وصار الرجل في المساء متعبًا، واللَّه العالم

هذا وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا محمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخلاف في صفة الهرولة...

دلالة الحس علىٰ الخالق وصفاته وأفعاله...

هل تثبت صفة البشبشة؟