أوجه لفظ المثل في القرآن الكريم...

بسم اللَّه وبه أستعين والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين، وبعد:

قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن [٥٩٤]:

” المثل: بمعنىٰ الشبه، يقال: هذا مَثَل الشيء ومِثلُه، كما يقال: شَبه الشيء وشِبهُه

قال اللَّه تعالىٰ: {مثل الذين اتخذوا من دون اللَّه أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا}، أي شبه الذين كفروا شبه العنكبوت.

وقال: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا}، أي شبههم الحمار “

قال أحمد بن فارس في مقاييس اللغة [٢٩٦]:

” مَثَلَ الْمِيمُ وَالثَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَىٰ منَاظَرَةِ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ، وهَذَا مِثْلُ هَذَا، أَيْ نَظِيرُهُ، وَالْمِثْلُ وَالْمِثَالُ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ “

أقول: يقال من هذا: مَثَلَ زميلَهُ أي صار شِبهه وصار نظيرًا له

قال ابن قتيبة في مشكل القرآن:

” والمثل: العِبرة، كقوله تعالىٰ: {فجعلناهم سلفًا ومثلًا للأخرين}، أي عِبرة

وقوله: {وجعلناه مثلًا لبني إسرائيل}، أي عِبرة “

قال البخاري في صحيحه:

” وقال مجاهد ... {وَمَثَلا}، عِبْرَةً “

وقد أسند هذا التأويل الطبري عن مجاهد بإسناد صحيح، وللَّه الحمد

قال ابن قتيبة في مشكل القرآن:

” والمثلُ: الصورة والصفة، كقوله: {مثلُ الجنَّةِ التي وُعِدَ المتقون فيها أنهار}، أي صفة الجنة ”

قال ابن قتيبة في مشكل القرآن:

” وأما قوله: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}، ولم يأت بالشيء الذي جعل له الجنة مثلًا

فإن أصل المثل ما ذهبوا إليه من معنىٰ المثل، تقول: هذا مثل الشيء ومثله، كما تقول: هذا شبه الشيء وشبهه.

ثم قد يصير المثل بمعنىٰ الشيء وصفته، وكذلك المثال والتّمثال، يقال للمرأة الرّائقة: كأنها مثال، وكأنها تمثال، أي صورة، كما يقال: كأنها دمية، أي صورة، وإنما هي مثل، وقد مثّلت لك كذا، أي صوّرته ووصفته.

فأراد اللَّه بقوله: {مَثَلُ الْجَنَّةِ}، أي صورتها وصفتها “

وقد ذكر الزمخشري والقرطبي وغيرهم عن سيبويه رحمه اللَّه أنه جعل المثل بمعنىٰ الصفة

واللَّه العالم، هذا وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا محمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخلاف في صفة الهرولة...

دلالة الحس علىٰ الخالق وصفاته وأفعاله...

هل تثبت صفة البشبشة؟