المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2024

ثبوت اسمي اللَّه المبدئ والمعيد...

بسم اللَّه المبدئ المعيد وبه أستعين والصلاة والسلام علىٰ رسوله الصادق الأمين، وبعد: جاء في موقع الدرر السنية: ” صِفَتانِ فِعليَّتانِ ثابِتَتانِ للَّه عزَّ وجلَّ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، وذكَرَ بَعضُ العُلَماءِ مِن الأسماءِ الحُسنىٰ (المُبدِئَ)، و(المُعيدَ)، ولا يَصِحُّ ذلك ” أقول: هذا باطل بل أثبتهما أحمد بن حنبل في جمعه، وسفيان بن عيينة في جمعه، والوليد بن مسلم في جمعه، وأقره الدرامي بأنهما من أسماء اللَّه تعالىٰ وكذا ذكره الترمذي حين روىٰ الحديث من طريق الوليد بن مسلم مع أنه فيما يظهر لا يصحح رفع تعداد الأسماء قال في جامعه: ( هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ، وَلَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا نَعْلَمُ فِي كَبِيرِ شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ ذِكْرَ الْأَسْمَاءِ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَى آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ هَذَا الْحَدِيثَ بِإِس...

الخلاف في صفة الهرولة...

بسم اللَّه وبه أستعين ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العزيز الحكيم والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين، وبعد: فثمة فرق بين الخلاف الأصولي العقدي وبين الخلاف الفروعي الاجتهادي فإن المسائل العلميات والعمليات منها ما ظاهر الأدلة ومنها ما هو خفي، ومنها ما هو بين الدلالة ومنها ما هو مشتبه وغامض فالخلاف الفرعي الاجتهادي إنما هو فيما خفي دليله أو غَمُض ودق ومن ذلك صفة الهرولة فقد اختُلِف فيها إذ كان دليها غامض بدرجة وقدر فاختلف في وجهه الأظهر أهو دال علىٰ الصفة أم لا؟ فهذا كذلك مع اعتقاد الكل جواز اتصافه تعالىٰ بالهرولة إن ثبتت وقد يخالف رجل في صفة الهرولة لبدعة أي لاعتقاد تنزه اللَّه تعالىٰ عن الفعل وقد يخالف امرؤ في صفة الهرولة لتأويل يراه هو الأظهر وإن كان مع ذلك مجوِّزًا اتصافه تعالىٰ بالفعل الاختياري  فالأول نوع الخلاف معه أصولي غير اجتهادي إذ كان معتقدًا باستحالة قيام الفعل للَّه تعالىٰ  وأما الثاني فنوع الخلاف معه فروعي اجتهادي إذ هو مجيز للفعل في حقه سبحانه فلو ثبت عنده دلالة الدليل عليها لأثبت وأذعن وإنما هو ينازع في دلالة الخطاب علىٰ الصفة إذ يرىٰ مخرجه الأظهر غير دال عليها، فله...

هل للمبتدع توبة؟

بسم اللَّه التواب الرحيم وبه أستعين والصلاة والسلام علىٰ رسوله الرؤوف الرحيم، وبعد: قال جل وجهه: {وَعادًا وَثَمودَ وَقَد تَبَيَّنَ لَكُم مِن مَساكِنِهِم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم فَصَدَّهُم عَنِ السَّبيلِ وَكانوا مُستَبصِرينَ} والمُستَبصِر: هو الذِي اعتَقد في الشَيءِ البصيرة، ومثل ذلك قولك: المُستَحسِنُ ضلالَه، والمُستَكرِمُ ضيفَه أي المعتقد بضلاله الحسن، والمعتقد بضيفه الكرم قال ابنُ جريرٍ الطبري في تفسِيره: ” {وكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ}، يقول: وكانوا مستبصرين في ضلالتهم، مُعْجَبين بها، يحسِبون أنهم علىٰ هُدًى وصواب، وهم علىٰ الضلال حدثنا بِشرٌ، قال: ثنا يزِيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ: {وكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ}، في ضلالتهم مُعْجَبين بها “ هذا إسناد صحيح، ورواية سعيد بن أبي عروبة من كتاب فلا تُعل ولا تُدفَع وعلىٰ هذا فيقال: من استحسن ضلالته واستبصرها لم يكد يعد منها إلا بتوفيقٍ من الرحمن تعالىٰ ذكره فاستبصارهم أولئك الكفار من أسباب بقائهم علىٰ الردىٰ، وإيثارهم الضلال علىٰ الهدىٰ  ومن هذا الباب: استبصارُ المبتدعة بدعَهم، فإنَّ المبتدعَ إنَّما يبتدِعُ ما يراه صَوابًا م...

بيان قائل قوله: {وما أبرئ نفسي...}

بسم اللَّه وبه أستعين والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين، وبعد: قال عامة مفسري السلف بأن يوسف عليه السلام هو قائل: قوله: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن اللَّه لا يهدي كيد الخائنين وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم} ولم يذكر كلٌّ من ابن أبي حاتم وعبد الرازق والطبري وسفيان الثوري شيئًا بخلاف ذلك  فإن قيل: ما وجه هذا التفسير؟ قيل: قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: ”وللعرب المجازات في الكلام، ومعناها: طرق القول ومآخذه. ففيها الاستعارة والتمثيل، والقلب، والتقديم، والتأخير، والحذف، والتكرار، والإخفاء، والإظهار، والتعريض، والإفصاح، والكناية، والإيضاح ومخاطبة الواحد مخاطبة الجميع، والجميع خطاب الواحد، والواحد والجميع خطاب الاثنين والقصد بلفظ الخصوص لمعنىٰ العموم، وبلفظ العموم لمعنىٰ الخصوص مع أشياء كثيرة ستراها في أبواب المجاز إن شاء اللَّه تعالىٰ وبكل هذه المذاهب نزل القرآن ” ثم قال في باب مخالفة ظاهر اللفظ معناه: ” ومنه أن يتصل الكلام بما قبله حتىٰ يكون كأنه قول واحد وهو قولان نحو قوله: {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة}، هذا ...

الكلام عن الاستثناء في الإيمان...

بسم اللَّه وبه أستعين ولا حول ولا قوة إلا باللَّه المؤمن الأمين، وبعد: فإن الإيمان والإسلام لفظان إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا وفي حين الحكم علىٰ الناس يكون الإسلام بمعنىٰ الكلمة أي قول الشهادتين الذي هو أصل الإيمان ويكون الإيمان بمعنىٰ العمل الذي نعت اللَّه به المؤمنين الموجب لحقيقة الإيمان وكماله فالاستثناء وهو قول إن شاء اللَّه أو أرجو وما شابه واجب إن حكمنا بالإيمان  فإن حكمنا بالإيمان - وهو هاهنا بمعنىٰ العمل -، فنستثني قائلين: مؤمن أرجو، مؤمن إن شاء اللَّه قال الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه: ” بَاب تَأَلُّفِ قَلْبِ مَنْ يَخَافُ عَلَىٰ إِيمَانِهِ لِضَعْفِهِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْقَطْعِ بِالإِيمَانِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ قَاطِعٍ ٢٣٦ - (١٥٠) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَسْمًا.  فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!، أعْطِ فُلَانًا فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ، فقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: أوْ مُسْلِمٌ، أَقُولُهَا ثَلَاثًا، وَيُرَدِّدُهَا عَلَيَّ ثَلَاثًا: أوْ مُسْلِمٌ ثُمَّ قَال:...