ثبوت اسمي اللَّه المبدئ والمعيد...
بسم اللَّه المبدئ المعيد وبه أستعين والصلاة والسلام علىٰ رسوله الصادق الأمين، وبعد:
جاء في موقع الدرر السنية: ” صِفَتانِ فِعليَّتانِ ثابِتَتانِ للَّه عزَّ وجلَّ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، وذكَرَ بَعضُ العُلَماءِ مِن الأسماءِ الحُسنىٰ (المُبدِئَ)، و(المُعيدَ)، ولا يَصِحُّ ذلك ”
أقول: هذا باطل بل أثبتهما أحمد بن حنبل في جمعه، وسفيان بن عيينة في جمعه، والوليد بن مسلم في جمعه، وأقره الدرامي بأنهما من أسماء اللَّه تعالىٰ
وكذا ذكره الترمذي حين روىٰ الحديث من طريق الوليد بن مسلم مع أنه فيما يظهر لا يصحح رفع تعداد الأسماء
قال في جامعه: ( هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ، وَلَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا نَعْلَمُ فِي كَبِيرِ شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ ذِكْرَ الْأَسْمَاءِ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
وَقَدْ رَوَى آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ فِيهِ الْأَسْمَاءَ، وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ )
ومن بعد الذين ذكرت أثبت ابن مندة الاسم في جمعه، ولا أعلم أحداً أنكر الأسمين، وهما اشتقاق من قوله تعالىٰ: {إنه هو يبدئ ويعيد}
وجنس الاشتقاق ثابت عند السلف لا أعلم خلافًا في ذلك، وهو مشاهد ملحوظ في جموعهم
فرده ودفعه هكذا لا يتأتىٰ ولا يصح، ولي مقال في الكلام عن مذهب الاشتقاق وشروطه فليراجعه من أحب ليعرف وجه الأمر وما جواب الشبهات حوله
وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا محمد
تعليقات
إرسال تعليق