إظهار العلم استعراضًا...
بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه، وبعد:
قال أبو خيثمة زهير بن حرب في كتاب العلم:
” قال أبو خيثمة:
” ٣٧ - ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُظْهِرَ الرَّجُلُ مَا عِنْدَهُ ”
هذا إسناد صحيح، الأعمش مكثر عن إبراهيم فمرويه عنه مقبول ما لم نعلم له تدليسًا خاصًّا عنه
ووجه الأثر أن إظهار العلم مكروه بغير مدعاة من نفع للناس يُرجَىٰ بذلك أو من مسألة عرضت لا يحل كتمان العلم بها إذ العلم لا يراد به الاستعراض الذي هو مدعاة للعُجب
قال أبو خيثمة في كتاب العلم:
” ١٠٧ - ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ يَقُولُ:
لَوْلَا آيَةٌ أُنْزِلَتْ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَمَا أَخْبَرْتُ بِشَيْءٍ، فَلَوْلَا أَنَّهُ قَالَ ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ ”
هذا إسناد صحيح فانظر فقهه رضي اللَّه عنه، وذلك أن إظهار العلم ليس استعراضًا، وإنما هو لداعٍ لئلا يكتم المرء علمًا قد علمه اللَّه إياه فيعرض بذلك نفسه إلىٰ لعنة اللَّه وعظيم عذابه
وهذا أدب جميل علىٰ طلاب العلم أن يتجملوا به، فمن علم علمًا فليظهره لداعٍ أي خشيةً من عقاب ولعنة بالكتمان أو رجاءً لثواب ورحمة بنفع الناس
هذا واللَّه أعلم وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا
تعليقات
إرسال تعليق