المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2024

جلالة صفة الكلام وترابط الصفات ببعضها البعض...

بسم اللَّه وبه أستعين والصلاة والسلام علىٰ رسوله الآمين، وبعد: قال أبُو سعيدٍ الدارمي في النقض علىٰ المَريسي [٣٢٧]: ” حَتَّىٰ ادَّعىٰ جَهْمٌ: أَنَّ رَأْسَ مِحْنَتِهِ نَفْيُ الكَلَامِ عَنِ اللَّه تَعَالَىٰ فَقَالَ: مَتَىٰ نَفَيْنَا عَنْهُ الكَلَامَ، فَقَدْ نَفَيْنَا عَنْهُ جَمِيعَ الصِّفَاتِ، مِنَ النَّفْسِ وَاليَدَيْنِ، وَالوَجْهِ، وَالسَّمْعِ، وَالبَصَرِ: لِأَنَّ الكَلَامَ لَا يَثْبُتُ إِلَّا لِذِي نَفْسٍ وَوجه وَيَد وَسمع وَبَصَرٍ، وَلَا يَثْبُتُ كَلَامٌ لِمُتَكَلِّمٍ إِلَّا مَنْ اجْتَمَعَتْ فِيهِ هَذِهِ الصِّفَاتُ وَكَذَبَ جَهْمٌ وَأَتْبَاعُهُ فِيمَا نَفَوْا عَنْهُ مِنَ الكَلَامِ، وَصَدَقُوا فِيمَا ادَّعَوْا أَنَّهُ لَا يَثْبُتُ الكَلَامُ إِلَّا لمن اجْتَمَعَتْ فِي هَذِهِ الصِّفَاتُ ” هذ نظر حسن من جهم علىٰ كفره وزندقته، وذاك أنه لا يثبت كلام لمتكلم قائم بنفسه إلا وهو من ذوي النفوس والأوجه والأيدي والأسماع والأبصار فإن اتصف بالكلام كانت له نفس بها وجهه الذي فيه تكلُّمهُ وسمعه وإبصاره، وبها يده التي بها بطشه وعطاءه ولا يعقل أن يتصف حي قائم بنفسه بالكلام وهو لا يتصف بتلك الصفات، هذا م...

أخذ المعطلة في التوحيد بالظنون والاحتمالات والاحتمالات!

بسم اللَّه وبه نستعين والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين، وبعد: قال أبو سعيد الدارمي في نقضه علىٰ المَريسي [٣٠٨] ” وادَّعيت أَيْضًا فِي صَدْرِ كِتَابِكَ هَذَا أَنَّهُ لَا يَجُوزُ فِي صِفَاتِ اللَّه تَعَالَىٰ اجْتِهَادُ الرَّأْيِ، وَأَنْتَ تَجْتَهِدُ فِيهَا أَقْبَحَ الرَّأْيِ، حَتَّىٰ مِنْ قَبَاحَةِ اجْتِهَادِكَ تَتَخَطَّىٰ بِهِ الحَقَّ إِلَىٰ البَاطِلِ، وَالصَّوَاب إِلَىٰ الخَطأِ أوَ لم تَذْكُرْ فِي كِتَابِكَ أَنَّهُ لَا يحْتَمل فِي التوحيد إِلَّا الصَّوَابُ فَقَطْ؟، فَكَيْفَ تَخُوضُ فِيهِ بِمَا لَا تَدْرِي؟، أَمُصِيبٌ أَنْتَ أَمْ مُخْطِئٌ؟  لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا نرَاك تُفَسِّرُ التَّوْحِيدَ بِالظَّنِّ، وَالظَّنُّ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ وَهُوَ قَوْلُكَ: يَحْتَمِلُ فِي تَفْسِيرِهِ كَذَا، وَيَحْتَمِلُ كَذَا تَفْسِيرًا وَيَحْتَمِلُ فِي صِفَاتِهِ كَذَا، وَيَحْتَمِلُ خِلَافَ ذَلِكَ كذا، وَيَحْتَمِلُ فِي كَلَامِهِ كَذَا وَكَذَا والِاحْتِمَالُ ظَنٌّ عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ يَقِينٍ، وَرَأْيٌ غَيْرُ مُبِينٍ، حَتَّىٰ تَدَّعِيَ للَّه فِي صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ ألوَانًا كَثِيرَةً، وَوُجُوهًا كَثِيرَةً...

أوجه لفظ المثل في القرآن الكريم...

بسم اللَّه وبه أستعين والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين، وبعد: قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن [٥٩٤]: ” المثل: بمعنىٰ الشبه، يقال: هذا مَثَل الشيء ومِثلُه، كما يقال: شَبه الشيء وشِبهُه قال اللَّه تعالىٰ: {مثل الذين اتخذوا من دون اللَّه أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا}، أي شبه الذين كفروا شبه العنكبوت. وقال: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا}، أي شبههم الحمار “ قال أحمد بن فارس في مقاييس اللغة [٢٩٦]: ” مَثَلَ الْمِيمُ وَالثَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَىٰ منَاظَرَةِ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ، وهَذَا مِثْلُ هَذَا، أَيْ نَظِيرُهُ، وَالْمِثْلُ وَالْمِثَالُ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ “ أقول: يقال من هذا: مَثَلَ زميلَهُ أي صار شِبهه وصار نظيرًا له قال ابن قتيبة في مشكل القرآن: ” والمثل: العِبرة، كقوله تعالىٰ: {فجعلناهم سلفًا ومثلًا للأخرين}، أي عِبرة وقوله: {وجعلناه مثلًا لبني إسرائيل}، أي عِبرة “ قال البخاري في صحيحه: ” وقال مجاهد ... {وَمَثَلا}، عِبْرَةً “ وقد أسند هذا التأويل الطبري عن مجاهد بإسناد صحيح، وللَّه الحمد قال ابن قتيبة في مشكل القرآن: ” والمثل...

هل تفسيرها قراءتها تفويض؟

بسم اللَّه وبه أستعين وبلطفه أقصد والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين، وبعد: فيحتج بعض المفوضة بما رواه البيهقي في الأسماء والصفات فقال: ” ٧٢٥ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْشٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْأَزْهَرِيَّ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيَّ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كُلُّ مَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَىٰ مِنْ نَفْسِهِ فِي كِتَابِهِ فَتَفْسِيرُهُ تِلَاوَتُهُ وَالسُّكُوتُ عَلَيْهِ “ فجعلوا قوله: ”تفسيره تلاوته“، تفويضًا وقالوا: السلف لم يفسروا نصوص الصفات لقوله: ”والسكوت عليه“ أقول: قول سفيان بن عيينة: ”كل“، ناقض علىٰ القوم فالأشعرية لا يفوضون كل الصفات، وإنما يفوضون بعضها والرواية بكل حال لا تثبت إذ لا يسلم لها طريق فالرواية لها سند فيه راوٍ يقال له: محمد بن إبراهيم بن حمش، وهو متهم ولها سند فيه راوٍ يقال له: محمد بن يزيد المعدل، وهو غير موثق في ضبطه وحفظه وهذا الكلام مستفاد من الشيخ الخليفي فجزاه اللَّه خيرًا وأما من حيث ثبوت هذه المقالة: "قراءتها ت...

قياس الصحابة وابن مسعود علىٰ الجهمية...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد:  قال أبو سعيد الدارمي في نقضه علىٰ المريسي [٤٣ - ٤٤]: ” افْتَتَحَ هَذَا المُعَارِضُ كِتَابَهُ بِكَلَامِ نَفْسِهِ مُثَنِّيًا بِكَلَام المَرِيسِيِّ، مُدَلِّسًا عَلَىٰ النَّاسِ بِمَا يَهمُ أَنْ يَحْكِيَ وَيُرِي مَنْ قِبَلَهُ مِنَ الجُهَّالِ وَمَنْ حَوَالَيْهِ مِنَ الأَغْمَارِ أَنَّ مَذَاهِبَ جَهْمٍ وَالمَرِيسِيِّ فِي التَّوْحِيدِ كَبَعْضِ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِي الإِيمَانِ فِي القَوْلِ وَالعَمَلِ، وَالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، وَكَاخْتِلَافِهِمْ فِي التَّشَيُّعِ وَالقَدَرِ، وَنَحْوِهَا كَيْ لَا ينفرُوا مِنْ مَذَاهِبِ جَهْمٍ وَالمَرِيسِيِّ أَكْثَرَ مِنْ نُفُورِهِمْ مِنْ كَلَامِ الشِّيعَةِ والمُرْجِئَةِ والقَدَرِيَّةِ. وَقَدْ أَخْطَأَ المُعَارِضُ مَحَجَّةَ السَّبِيلِ، وَغَلَطَ غَلَطًا كَثِيرًا فِي التَّأْوِيلِ، لما أَنَّ هَذِهِ الفِرَقَ لَمْ يُكَفِّرْهُمُ العُلَمَاءُ بِشَيْءٍ مِنَ اخْتِلَافِهِمْ، وَالمَرِيسِيُّ وَجَهْمٌ وأصحابُهم؛ لَمْ يَشُك أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي إِكْفَارِهِمْ (٣) - سَمِعْتُ مَحْبُوبَ بْنَ مُوسَى...

دقة أهل الحديث...

بسم اللَّه وبه أستعين وأقصد والصلاة والسلام علىٰ نبيه الأمين، وبعد: قال أبو سعيد الدارمي في نقضه علىٰ المَريسي [٢٥٩ - ٢٦٠]: ” وَادَّعَيْتَ أَيْضًا أَنَّ الزَّنَادِقَةَ قَدْ وَضَعُوا اثْنَيْ عَشَرَ ألفًا مِنَ الحَدِيثِ رَوَّجُوهَا عَلَىٰ رُوَاةِ الحَدِيثِ، وَأَهْلِ الغَفْلَة مِنْهُم. فيُقال لَكَ أَيُّهَا المُعَارِضُ: مَا أَقَلَّ بَصَرَكَ بِأَهْلِ الحَدِيثِ وَجَهَابِذَتِهِ وَلَوْ وَضَعَتِ الزَّنَادِقَةُ اثْنَيْ عَشَرَ ألفَ حَدِيثٍ مَا يرُوجُ لهُمْ عَلَىٰ أَهْلِ البَصَرِ بِالحَدِيثِ مِنْهَا حَدِيثٌ وَاحِدٌ، وَلَا تَقْدِيمُ كَلِمَةٍ، وَلَا تَأْخِيرُهَا، وَلَا تَبْدِيلُ إِسْنَادٍ مَكَانَ إِسْنَادٍ، وَلَوْ قَدْ صَحَّفُوا عَلَيْهِمْ فِي حَدِيثٍ؛ لَاسْتَبَانَ ذَلِكَ عِنْدهم، وَرُدَّ فِي نُحُورِهِم.  وَيْلَكَ!، هَؤُلَاءِ يَنْتَقِدُونَ عَلىٰ العُلَمَاءِ المَشْهُورِينَ تَقْدِيمَ رَجُلٍ مِنْ تَأْخِيرِهِ، وَتَقْدِيمَ كَلِمَةٍ مِنْ تَأْخِيرِهَا، وَيُحْصُونَ عَلَيْهِمْ أَغَالِيطَهُمْ وَمُدَلَّسَاتِهِمْ، أَفَيَجُوزُ لِلزَّنَادِقَةِ عَلَيْهِمْ تَدْلِيسٌ؟ “ هذا الكلام من أحسن الحِجاج، ولعمري فالأمر ...

إلزام الجهمية الحلولية...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: قال أبُو سعيدٍ الدارمي في نقضه علىٰ المريسي [٢٥٩]: ” أَرَأَيْتُمْ دَعْوَاكُمْ أَنَّ اللَّه فِي كُلِّ مَكَانٍ مِنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، أَوَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ عَلَىٰ العَرْشِ فَوْقَ المَاءِ؟، فَكَيْفَ صَارَ بَعْدُ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ... فِي دَعْوَاكُمْ، وَفِي دَعْوَانَا: اسْتَوَىٰ إِلَىٰ السَّمَاءِ دُونَ الأَرْضِ؟، فَكَمَا قَدَرَ عَلَىٰ ذَلِكَ فَهُوَ القَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَجِيءَ وَيَأْتِيَ مَتَىٰ شَاءَ وَكَيْفَمَا شَاءَ ” هذا إلزام جليل وللَّه الحمد وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا محمد

أوجه لفظ الظلم في القرآن الكريم...

بسم اللَّه وبه أستعين وأقصد والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين، وبعد: قال ابن قتيبة في تَأويل مُشكِل القرآن [٥٦٧]: ” أصل الظلم في كلام العرب: وضع الشيء في غير موضعه ويقال: من أشبه أباه فما ظلم، أي: فما وضع الشّبه غير موضعه “ قال أحمد بن فارس في مقاييس اللغة [٤٦٨]: ” ظَلَمَ الظَّاءُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ أَحَدُهُمَا خِلَافُ الضِّيَاءِ وَالنُّورِ، وَالْآخَرُ وَضْعُ الشَّيْءِ غَيْرَ مَوْضِعِهِ تَعَدِّيًا  وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: ظَلَمَهُ يَظْلِمُهُ ظُلْمًا، وَالْأَصْلُ: وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ: مَنْ أَشْبَهَ أَبَاهُ فَمَا ظَلَمَ، أَيْ مَا وَضَعَ الشَّبَهَ غَيْرَ مَوْضِعِهِ، قَالَ كَعْبٌ: أَنَا ابْنُ الَّذِي لَمْ يُخْزِنِي فِي حَيَاتِهِ ... قَدِيمًا وَمَنْ يُشْبِهْ أَبَاهُ فَمَا ظَلَمْ ” أقول: تعريف الظلم الأعم وضعك الشيء في غير موضعه، وتعريفه الأخص: أخذك حق غيرك الذي هو له، فهذا من وضع الشيء في غير موضعه وقد ذكر التعريف الأول ابن قتيبة وأحمد بن فارس، وذكر الثاني سفيان الثوري والخليل بن أحمد  قال الخليل في العين: ” والظُ...