المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2025

أصول ودعائم تفسيرية...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه، وبعد: فهذه قواعد وأصول تفسيرية أرجو أن ينفع اللَّه بها طلاب العلم  وسأذكرها علىٰ الترتيب سائلًا اللَّه العون بقدرته والتوفيق بلطفه ولا حول ولا قوة إلا به فأول ما أبدأ به: ١ - مراعاة دلائل الآيات وسياقها فالمعنىٰ إنما ينصرف إلىٰ المعنىٰ الذي يدل عليه القول بدلائله ويحتمله في سياقه قال عثمان بن سعيد الدارمي في النقض علىٰ المريسي: ( وَإِنَّمَا يَصْرِفُ كُلَّ مَعْنَى إِلَىٰ معْنَىٰ الَّذِي يَنْصَرِفُ إِلَيْهِ، وَيَحْتَمِلُهُ فِي سِيَاقِ القَوْلِ ) فمثلًا قوله تعالىٰ: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖمَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚإِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) إنما يراد من قوله: (وهو معهم أين ما كانوا)، أي بعلمه وخبرته وهذا بدليل سياق الكلام وما فيه من الدلائل المُفسِّرة فالكلام ظاهر ب...

إظهار العلم استعراضًا...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه، وبعد: قال أبو خيثمة زهير بن حرب في كتاب العلم: ” قال أبو خيثمة: ” ٣٧ - ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُظْهِرَ الرَّجُلُ مَا عِنْدَهُ ” هذا إسناد صحيح، الأعمش مكثر عن إبراهيم فمرويه عنه مقبول ما لم نعلم له تدليسًا خاصًّا عنه ووجه الأثر أن إظهار العلم مكروه بغير مدعاة من نفع للناس يُرجَىٰ بذلك أو من مسألة عرضت لا يحل كتمان العلم بها إذ العلم لا يراد به الاستعراض الذي هو مدعاة للعُجب قال أبو خيثمة في كتاب العلم: ” ١٠٧ - ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ يَقُولُ: لَوْلَا آيَةٌ أُنْزِلَتْ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَمَا أَخْبَرْتُ بِشَيْءٍ، فَلَوْلَا أَنَّهُ قَالَ ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ ” هذا إسناد صحيح فانظر فقهه رضي اللَّه عنه، وذل...

زيادة الإيمان ونقصانه بالعمل...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ أهله وأصحابه ومن ولاه، وبعد: فقد قال الخلال في السنة: ” أخبرنا محمد بن علي، قال: ثنا صالح، قال: سألت أبي، ما زيادته ونقصانه؟، قال: زيادته العمل، ونقصانه ترك العمل مثل تركه الصلاة، والزكاة، والحج، وأداء الفرائض، فهذا ينقص، ويزيد بالعمل وقال: إن كان قبل زيادته تامًا، فكيف يزيد التام، فكما يزيد كذا ينقص، وقد كان وكيع قال: ترى إيمان الحجاج مثل إيمان أبي بكر وعمر رحمهما اللَّه  ١٠٣٢ - وأخبرني محمد بن الحسين، أن الفضل حدثهم، أنه سمع أبا عبد اللَّه يقول: إنما الزيادة والنقصان في العمل، كيف يكون حاله إذا قتل النفس؟، أليس قد أوجب له النار، كيف يكون حاله إذا ارتكب الموبقات ١٠٣٥ - وأخبرنا أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عبد اللَّه، يقول: قال اللَّه عز وجل: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين}، وقال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} وقال: هذا من الإيمان، ثم قال أبو عبد اللَّه: فالإيمان قول وعمل، وقال: الزيادة في العمل، وذكر النقصان إذا زنى وسرق ” مراهد بالقول قول الشهادتين الذي لا زيادة فيه ولا نقصان والأثار حصرت زيادة ال...

اتباع العلماء وطاعتهم

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه، وبعد: قال قوام السنة الأصبهاني رحمه اللَّه في الحجة في بيان المحجة [٢٩٥]: ” أَخْبَرَنَا أَبُو الفضايل بْن يُونُس، أَنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْعَطَّار، نَا أَبُو الْفضل الْعَبَّاس بْن إِبْرَاهِيمَ، نَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الصالحاني، نَا مُحَمَّد بْن يُوسُف الْبَنَّا قَالَ: وَاعْلَم أَن السّنة الِاتِّبَاع، وَهُوَ اتِّبَاع طَاعَة اللَّه وَاتِّبَاع أهل طَاعَة اللَّه، فاتباع طَاعَة اللَّه: اتِّبَاع أَمر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَنَهْيه، وَأوجب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي طَاعَته، طَاعَة المطيعين لَهُ وهم الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام فِي كل زمَان. آدم - عَلَيْهِ السَّلَام - فَمن بعده إِلَىٰ النَّبِيّ مُحَمَّد - صَلَّىٰ اللَّهُ علِيه وسَلَّم -، فَكَانُوا الدعاة إِلَىٰ اللَّه، والأدلاء عَلَىٰ طَاعَته. يبشر الأول الآخر، وَيصدق الآخر الأول، كل نَبِي يَدْعُو إِلَىٰ مَا أَمر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِهِ وَشرع لَهُ، فافترض اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَىٰ الْعباد طاعتهم وَجعلهم حجَّته عَلَىٰ عبَادَه حَتَّىٰ كَانَ آخِرهم مُحَمَّد - صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ ...

الكلام عن حديث كان النبي ﷺ يدلع لسانه للحسين...

بسم اللَّه الرفيق والصلاة والسلام علىٰ رسوله الوفيق، وبعد: قال ابن حبان في صحيحه: ” ذكر ملاعبة المصطفى ﷺ الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان اللَّه عليهما. ٣٣١٢ - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد بن عبد اللَّه، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان النبي ﷺ يدلع لسانه للحسين، فيرىٰ الصبي حمرة لسانه، فيهش إليه فقال له عيينة بن بدر: ألا أراه يصنع هذا بهذا، فواللَّه إنه ليكون لي الولد قد خرج وجهه وما قبلته قط فقال النبي ﷺ: من لا يرحم لا يرحم ” أقول: محمد بن عمرو بن علقمة الليثي خرج له أصحاب الصحيح متابعةً ولم يحتجوا به وهو من الذين يتأرجون بين رتبة الصدوق الذي يهم ويغلط وبين ورتبة الضعيف المحتمل وحديث تلك الطبقة ممن اختلف فيهم الناس فضعفهم بعض أهل الجرح والتعديل وعدلهم أخرين يوجب الحذر والنظر  فما أكثر غلط تلك الطبقة ولولاه ما تُكلِّم فيهم وغالب الغلط إنما هو رفع منهم ووصل للحديث، وكذا غالب غلط أي راوٍ إنما يكون بالرفع والوصل أي بسلوك الجادة وبجمع الطرق والمرويات ومقابلتها ببعضها البعض تُكشَف العلل الخفية، وتُعرَف الأغلاط الجلية  قال أبو الحسين مسل...