المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2024

هل كان إبليس من الملائكة؟

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فقد خالف بعضهم خلافًا وقال قولًا هو بخلاف تفاسير أهل التأويل من السلف الماضين في الباب الذي هو موضوعنا  وذلك بدعوىٰ مخالفتها لظاهر القرآن وظاهر النصوص المحتج بها من قبل القوم ولا يقف الأمر هاهنا فسرعان ما تجد إزراءً علىٰ تفاسير السلف وآثارهم ثم سرعان ما تجدهم يستدلون في الباب بأقوال أناس ليس لهم من السلامة في علمهم ولغتهم ولا لهم من أسباب التوفيق والإصابة ما لدىٰ السلف كأمثال ابن حزم والزمخشري وأشباه هؤلاء من المعطلة الجهمية وقد أتوا بقول واللَّه ما هو بسديد ولا رشيد، ويتوهمون أن السلف مع سلامة علمهم وتدينهم وصلاحهم ولغتهم وهم أهل القرون الفاضلة يخالفون ظاهر القرآن البين الذي لا يخفىٰ علىٰ من هو دونهم ويصيبه أهل البدع المخذولين!  ولعمري فمن خالف تفاسير السلف جهلًا بها واتباعًا لما يظنه ظاهر القرآن لهو أهون حالًا ممن يخالفها عالمًا بها واتباعًا لما يظنه ظاهر القرآن عنده وكأن السلف لا يعرفونه وهو أمام أعينهم فالاعتراض علىٰ السلف لا يجوز أن يكون فيما هو ظاهر حاضر مما لا يتصور وجود أسباب لخفاءه وذهابه عن أ...

مصدر عقيدة أن نافخ الصور هو إسرافيل...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: قال يحيىٰ بن سلام في تفسيره: ( وَقَوْلُهُ: {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً}، مِنْ إِسْرَافِيلَ، يَعْنِي: النَّفْخَةَ الثَّانِيَةَ، يَعْنِي: الْقِيَامَةَ ) أقول: يحيىٰ بن سلام وهو عالم من علماء السلف من طبقة الإمام الشافعي، هاهنا ينسب النفخ في الصور لإسرافيل عليه السلام وقد ذكر ذلك عن السدي قال رحمه اللَّه: ( قَالَ اللَّهُ: {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً}، وَقَالَ السُّدِّيُّ: صَيْحَةُ إِسْرَافِيلَ ) وقد قال بهذا أيضاً مقاتل بن سليمان في تفسيره، فقال: ( {فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ}، صيحة واحدة من إسرافيل ) وقد قال ابن أبي حاتم في تفسير والنقل مستفاد: ” حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ قَالَ: الصُّورُ مَعَ إِسْرَافِيلَ فِيهِ أَرْوَاحُ كُلِّ شَيْءٍ تَكُونُ فِيهِ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الصَّاعِقَةَ فَإِذَا نَفَخَ نَفْخَةَ الْبَعْثِ قَالَ: اللَّهُ: بِعِزَّتِي لَيَرْجِعَنُّ كُ...

قواعد في باب التناقض والاختلاف...

 بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فهذه بعض القواعد العامة في باب التناقض والاختلاف - أرجو نفعها - بإذن اللَّه، ولا حول ولا قوة إلّا باللَّه قال ابن قُتَيبة في تَأوِيل مُشكِل القرآن متحدثاً عن أنواع الاختلاف / ١٣٧: ( قيل له: الاختلاف نوعان: اختلاف تغاير، واختلاف تضاد اختلاف التضاد لا يجوز، وليست بواجده في شيء من القرآن بحمد اللَّه إلّا في الأمر والنّهي من الناسخ والمنسوخ واختلاف التغاير: جائز ) أقول: فإذا فُهِمَ هذا فقوله جل وعلا: ( أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافًا كَثيرًا ) يراد به اختلاف التضاد والتناقض فليس في كلامه جل وعلا باطل لا اختلاف التنوع قال ابن جرير الطبريّ في تفسِيره: ( ٩٩٨٧ - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً ): أي قول اللَّه لا يختلف، وهو حقّ ليس فيه باطل، وإن قول الناس يختلف ) وهذا إسناد صحيح لقتادة بن دعامة السدوسي  وق...

إنما تشكر بقدرك...

 بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: قال ابن أبي الدنيا في الشكر: ٨ - حدثنا الحسن بن الصباح، نا أبو يحيىٰ الباهلي، قال: قال لي سليمان التيمي: إن اللَّه أنعم علىٰ العباد علىٰ قدره، وكلفهم الشكر علىٰ قدرهم ) أقول: هو الأمر واللَّه كذلك بخلاف من إذا أطاع لاحظ فقط تقصيره وإذا عصىٰ لاحظ معصيته دون التوبة وأثرها واستعظمها جدًّا وكأنما يتوهم كمالًا في نفسه وهذا من سوء الظن باللَّه جل وعلا وبقدر نعمه ورحمته قال ابن أبي الدنيا أيضاً: ٧٢ - حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني روح بن قاسم: أنّ رجلًا من أهله تنسك، فقال: لا آكل الخبيص، أو الفالوذج، لا أقوم بشكره، قال: فلقيت الحسن فقلت له في ذلك، فقال الحسن: هذا إنسان أحمق، وهل يقوم بشكر الماء البارد ) أقول: يعني لأنّه ظن أنه يشكر غير ما ذكر من النعم، وهذا من سوء الظن بالنعمة فأنت إنما تشكر بقدرك فقط قال جل وعلا: ( وإن تعدوا نعمة اللَّه لا تحصوها إن اللَّه لغفور رحيم ) فهو سبحانه غفور - أي ساتر - لعظيم تقصيرك بشكر نعمه التي لا تحصىٰ  وليس كذلك فقط بل رحيم بك مع تقصيرك في الشكر إذا ما أطعت بقدرك، فيسترك ويستر ...

هل كل الملائكة علىٰ عظمة الخلق والجمال...

 بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فقد قال بعضهم بعظمة خلق الملائكة مطلقاً كما حصل لبعض من صنف في أركان الإيمان، ومنهم أبو الأشبال الزهيري فقال في شرحه لصحيح مسلم - عفىٰ اللَّه عنا وعنه -: ( الملائكة من حيث الخلق أعظم خلقاً من الآدميين، يعني: أكبر حجماً طولاً وعرضاً من الآدميين ) ثم استدل بما جاء من وصف زبانية جهنم وعظمة خلق جبريل وحملة العرش عليهم السلام وهذا كله لا يستقيم لأنّ الكلام عن المجموع لا عن بعض الأفراد، وحكم بعض الأفراد لا يلزم منه نفس الحكم علىٰ البعض الأخر في مثل هذا وهذا باب غيبي محض فسبيل القياس فيه لا يتأتىٰ  فالصواب أن نتوقف وألا ننسب عظمة الخلق لهم بالمجموع إلا بدليل  وقد قال ابن مندة في الرد علىٰ الجهمية / ٢٢٧: ( ٣٣- (٧٧) أخبرنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْقطَّان، ثَنَا أَبُو الْأَزْهَر النَّيْسَابُورِي، ثَنَا صَدَقَة بن سَابق، قَالَ: قَرَأت علىٰ مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عبد اللَّه بن عَمْرو قَالَ: سمعته يَقُول:  خلق اللَّه الْمَلَائِكَة، ثمَّ قَالَ: ليكن مِن...

هل صالحو بني آدم خير من الملائكة؟...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فقد عد بعضهم هذه المسألة من فضول الكلام والعلم وليس كذلك إذ هي كما ذكر أبو العباس ابن تيمية مسألة سلفية أثرية   قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوىٰ / ٣٥٧ - ٤: ( وكنت أحسب أن القول فيها محدث حتىٰ رأيتها أثرية سلفية صحابية ) وقد قال جل وعلا: {الذين يؤمنون بالغيب}، والألف واللام لاستغراق الجنس أي يؤمنون بكل غيب فجعل اللَّه جل وعلا الإيمان بالغيب فضيلة مستقلة والإيمان وهو التصديق علىٰ التعريف المشهور، وأصل التصديق بالقلب، وهو يتفاضل فتصديق المُصدَّق علىٰ ما هو عليه قد يكون إجمالًا أو تفصيلًا فليس من صدق بالملائكة إجمالًا دون أن يصدق بمنازلهم وصفاتهم وأسمائهم وغير ذلك بأكمل ممن صدق تفصيلًا وتلك المسألة يُبنَىٰ عليها إيمان المرء بمنزلة الأنبياء والملائكة عند اللَّه جل وعلا تفصيلًا، رضي اللَّه عن الجميع، وقد جاء منها ما جاء عند السلف فلا يقال هي من فضول الكلام والعلم، كما لا يقال: التصديق بأسماء الملائكة وأعمالهم تفصيلًا من فضول الكلام والعلم، فإذا لم يكن ذلك كذلك فكذلك التصديق بمنزلتهم وفضلهم تفصيلًا والآن...

هل يوصف الملائكة بالذكورة؟

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: قال ابن جريرٍ الطبري في تفسيره: ( ١٤٧٠٨ - حدثنا ابن عبد الأعلىٰ قال، حدثنا المعتمر قال، سمعت عمران قال: قلت لأبي مجلز: يقول اللَّه: (وعلىٰ الأعراف رجال) وتزعم أنت أنّهم الملائكة؟، قال فقال: إنّهم ذكور، وليسوا بإناث ) وهذا إسناد صحيح للتابعي أبي مجلز لاحق بن حميد السدوسي وقد سمع ابن عمر وابن عباس وأنس رضي اللَّه عنهم، وقوله أنهم ذكور مما لا مجال لتأويله بخلاف وصف الذكورة قال سعيد بن منصور في تفسيره: ( ٩٥٨ - نا معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، قال: أنبأني أبو مجلز في قوله عز وجل: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) قال: الأعراف مكان مرتفع عليه رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة بسيماهم وأهل النار بسيماهم ) وهذا إسناد صحيح قال ابن أبي حاتم في تفسيره: ( ٨٥٠٧ - حدثنا أبي، ثنا عبد اللَّه بن مروان أبو شيخ الحراني، ثنا زهير بن معاوية، ثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز: (وعلىٰ الأعراف رجال) قال: وهم رجال من الملائكة يعرفون الفريقين جميعاً أهل النار وأهل الجنة، قال: وهذا قبل أن يدخل أهل الجنة الجنة ) وهذا إسناد صحيح أيضا...

هل تثبت بعض الأسماء الحسنىٰ مقيدة فقط؟...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فهل تثبت بعض الأسماء الحسنىٰ مقيدة بما بعدها فقط؟ كما في قوله جل وعلا: {اللَّه نور السماوات والأرض}، و: {بديع السماوات والأرض} فالذي ينظر في كلام غير واحد من المعاصرين يجدهم يدعون - عفىٰ اللَّه عنا وعنهم - أنَّها لا تثبت إلا مقيدة، وبعضهم أصلًا لا يثبت الاسم المضاق وبعضهم صرح بتحريم التعبيد باسم النور مفرداً دون الإضافة، وهو صالح المنجد فك اللَّه كربه والصحيح أنّها تثبت ولو دون ما بعدها، وعلىٰ هذا تجد الجموع المنسوبة للسلف ولبعض أهل البدع فتجد في الجمع المنسوب لسفيان بن عيينة إثبات اسم البديع مفرداً، وكذلك أثبته ابن مندة مفرداً في التوحيد وبل أثبته من أهل البدع البيهقي في الأسماء والصفات مفرداً وكذلك اسم النور أُثبِتَ مفرداً في الجمع المنسوب لابن عيينة، وكذلك أثبته أحمد في جمعه مفرداً، وكذلك تجد ابن خزيمة يثبته مفرداً في كتاب التوحيد وكذلك أثبته الوليد بن مسلم في جمعه وابن مندة في التوحيد وكان أحد السلف يعبد باسم النور مفرداً وهو أبو عبد اللَّه بن عبد النور، وقد روىٰ عنه أبو بكر المروذي، وهذا في السنة للخلّال ف...

مذهب الاشتقاق في الأسماء الحسنىٰ...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ نبينا محمد وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه فهذا كلام في مذهب الاشتقاق بخصوص الأسماء الحسنىٰ للَّه جل وعلا فابتداءً لا يختلف أهل السنة في إثباتها من الكتاب والسنة وآثار الصحابة قال الآجري في الشريعة: ( ٧٣٩ - اعلموا - وفقنا اللّٰه وإياكم للرشاد من القول والعمل أنّ أهل الحقّ يصفون اللّٰه ﷻ بما: أ - وصف به نفسه ﷻ ب - وبما وصفه به رسوله ﷺ ج - وبما وصفه به الصحابة - رضي اللّٰه عنهم - ) وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه اللَّه في شرح السفارينية: ” فكل ما قد جاء في الدليل ... فثابت من غير ما تمثيل هذه قاعدة نافعة في باب الصفات، فكل ما جاء في الدليل فثابت، ولكن الدليل الذي يعتمد عليه في صفات اللَّه عز وجل هو الأثر فقط عند أهل السنة والجماعة الأثر يتمثل في أمور ثلاثة: الكتاب والسنة وأقوال الصحابة، فهذه هي مصادر التلقي بالنسبة للصفات ” أقول: الأسماء الحسنىٰ في هذا كالصفات فتُثبَّت بأثار الصحابة ومن أمثلة ذلك ما صح عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه كما في مصنف ابن أبي شيبة أنه دعا اللَّه جل جلاله باسم الأعز والأكرم، والدعاء لا يكون إلا بالأسماء الحسنىٰ فهذا كذلك ومن بعد فقد اختُلِف...

كلمة جامعة في تفسير الحروف المقطعة

 بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله، وصحبه ومن ولاه، وبعد: فهذه فكلمة أرجو أن تكون جامعة في تفسير الحروف المقطعة، ولا حول ولا قوة إلّا باللَّه قال ابنُ قُتَيبة في تَأوِيل مُشكِل القرآن مبيناً أقوال المفسرين في هذه الحروف / ٣٧٩ - ٣٨٠: ( فقد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة: - فكان بعضهم يجعلها أسماء للسورة تُعرف كل سورة بما افتُتِحت به منها - وكان بعضهم يجعلها أقساماً - وكان بعضهم يجعلها حروفاً مأخذوة من صفات اللّٰه تعالىٰ، يجتمع بها في المُفتتَح الواحدة صفاتٌ كثيرة، كقول ابن عباس في: {كهيعص}، إنّ الكاف من كافٍ، والهاء من هادٍ، والياء من حكيمٍ، والعين من عليمٍ، والصاد من صادقٍ وقال الكلبي: هو كتابٌ كافٍ، هادٍ، حكيمٌ، عالمٌ، صادقٌ ولكل مذهب من هذه المذاهب وجه حسن، ونرجو ألا يكون ما أُريد بالحروف خارجاً منها إنّ شاء اللَّه تعالىٰ ) وهناك أقوال لم يذكرها المصنف في الحروف المقطعة كتفسيرها باسم اللَّه الأعظم وكتفسيرها بأنّها حروف من أسماء وأفعال فهي علىٰ هذا الوجه من باب الحذف والاختصار وكتفسيرها بأنَّها حروف لكل منها معانٍ شتىٰ فهي من باب الحذف والاختصار أيضاً ولكن هذ...