المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2024

الكلام عن حديث: ولم يمس ماء

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فهذا كلام من جهة حديثية علىٰ حديث: (ولم يمس ماء)، وأما الكلام من جهة الفقه فليس هذا المقصود هاهنا قال مسلم بن الحجاج في التمييز / ١٠٩ - ١١٠: ” ذكر الأحاديث التي نقلت علىٰ الغلط في متونها ٤٠ - حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، ثَنَا زُهَيْر، ثَنَا أَبُو إسحاق قَالَ: سَأَلت الأسود بن يزِيد عَمَّا حدثت عَائِشَة عَن صَلَاة رَسُول اللَّه ﷺ قَالَت: كانَ ينَام أول اللَّيْل وَيحيي آخِره، وإن كَانَت لَهُ حَاجَة إلىٰ أَهله قضىٰ حَاجته وَلم يمس مَاء حَتَّىٰ ينَام سَمِعت مُسلمًا يَقُول: فَهَذِهِ الرِّوَايَة عَن أبي اسحاق خاطئة، وَذَلِكَ أَن النَّخعِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن الأسود جَاءَا بِخِلَاف مَا روىٰ أَبُو إسحاق   ٤٠ - حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا ابْن علية ووكيع وغندر، عَن شُعْبَة، عَن الحكم، عَن إبراهيم، عَن الأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: كان رَسُول اللَّه ﷺ إذا كَانَ جنبًا فَأَرَادَ أَن يَأْكُل أَو ينَام تَوَضَّأ وضوءه ٤٢ - حَدثنَا ابْن نمير، ثَنَا أبي، ثَنَا حجاج، عَن عبد الرَّحْمَن بن الأسود، عَن أَبِيه، عَن ...

معنىٰ أأمنتم من في السماء

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فإن غير واحد من طلبة العلم يقولون في قوله جل وعز: {أأمنتم من في السماء}، أي علىٰ السماء كقوله: {سيروا في الأرض}، أي علىٰ الأرض وكقوله أيضًا: {لأصلبنكم في جذوع النخل}، أي علىٰ جذوع النخل والواقع أن هذا بخلاف الأولىٰ والأصح، فالسماء مصدرٌ من قولك: سمىٰ يسمو سموًّا وسماءً، وأصل السماء: السماو فقُلِبَت الواو همزة لتواجدها في آخر الكلمة بعد ألف زائدة وهذا كما تقول: بنىٰ يبني بناءً، فأصل البناء: البناي، فقُلِبَت الياء همزة لتطرفها بعد ألف زائدة وإذا كانت السماء كذلك أي بمعنىٰ السمو فهي تُطلق لكل ما علا أصلًا لا للسماء الدنيا فقط، فمعنىٰ كونه جل وعلا في السماء أي في السمو والعلو المطلق فوق العرش قال سبحانه وتعالىٰ: {أنزل من السماء ماء}، أي من السحاب، فهو سبحانه أنزل ماءً من السمو والعلو لا من أسفل الأرض وقال سبحانه: {أصلها ثابت وفرعها في السماء}، أي في الهواء الذي هو فوق وقال عز وجهه: {فليمدد بحبل إلىٰ السماء فليقطع}، أي إلىٰ السقف قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: ” {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ}، أي بحبلٍ، {إلىٰ السماء}،...

الرواية بالمعنىٰ...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ أهل بيته وصحبه الأبرار، وبعد: فإنَّ بعض الناس ممن غرضهم الطعن بالسنة أو التقليل من شأنها لرد ما يضيقون به ذرعًا منها يدندون حول مسأل الرواية بالمعنىٰ فإذا صَعُب عليهم حديث قالوا: هو مروي بالمعنىٰ وأنا هنا سأذكر نقطتين بشأن الرواية بالمعنىٰ قد لا يذكرها هؤلاء: (١) - الرواية بالمعنىٰ تكون بتغيير يسير والمعنىٰ واحد كقولك: هلم وتعال، لا كما يظن البعض بأنَّ هناك اختلافًا وتغييرًا بينًا والرواية بالمعنىٰ إنَّما هي لمن كان عليمًا بلغات العرب وبما يحيل المعنىٰ وبما لا يحيله قال ابن رجب في شرح علل الترمذي / ٤٢٧: ” وإنَّما يجوز ذلك لمن هو عالم بلغات العرب بصير بالمعاني عالم بما يحيل المعنىٰ، وما لا يحيله، نص علىٰ ذلك الشافعي. “ (٢) - هذه النقطة الأهم وهي: أنَّ الغالب مراعاة المحدثين للألفاظ كما هي وأنَّ الاختلاف يكون بشيء يسير جدّّا فإن قيل: ما الدليل؟، قيل: إنَّك لو ذهبت للأحاديث التي اشترك في روايتها المحدثين لوجدت تطابقًا وتوافقًا ظاهرًا اللهم إلَّا بعض الاختلاف اليسير هنا وهناك يعني مثلًا فلان يقول: أبصر فلان، وعلان يقول: فلان أبصر، وهكذا مثل...

نقد الصحابة والتابعين لما عند أهل الكتاب...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فإنَّه يكثر رد الأخذ بما ما دلت عليه آثار الصحابة والتابعين في أمور الغيب بدعوىٰ أن تلك الأثار من الإسرائيليات! وبعض الإخوة يقولون: جزم الصاحب أو التابع بكلام يمتنع إن كان قوله من أهل الكتاب، فالإسرائيليات لا تصدق ولا تكذب  وهذا صحيح، إلا أني أقول: ليس للإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب وجه ولا باب فيما فيه فائدة أو نفع ديني عائد علىٰ المرء أصلًا فمثل تلك الأمور لا يعقل أن لا يكون في علم الأمة كلها شيء يصدقها أو يكذبها وإلا فأين ما علمه النبي ﷺ لصحابته حتىٰ أنه لم يترك طيرًا يقلب جناحيه ولا أدبًا في شأن الخلاء إلا وأخبرهم عنه علمًا وأين ما أخذه التابعون عن الصحابة مما علمهم إياه النبي ﷺ؟ وقد قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما كما في صحيح البخاري وهو ينهىٰ عن مسألة أهل الكتاب: ( أولا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ) فاحتج بأن للأمة كفاية بما جاءها من العلم عن مسألة أهل الكتاب والأخذ عنهم وقال ابن تيمية في مقدمة التفسير عن الإسرائيليات: ( فإنّها علىٰ ثلاثة أقسام: - أحدها: ما علمنا صحته ممّا بأيدينا ممّا يشهد ...

مذهب الأئمة في الزيادة الشاذة...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فيقول بعض الناس في زيادة الثقة: تقبل زيادة الثقة مطلقًا فلو روىٰ الثقة الحديث منفردًا لقبلناه فكذلك نقبل ما زاده والجواب أن يقال: هذا قياس مع الفارق، فرواية الثقة حديثًا مع أقرانه بزيادة عنهم تقتضي توهيم أقرانه إن صحت زيادته وهذا بخلاف ما لو روىٰ الحديث منفردًا، ثم إنَّ الثقة إذا انفرد بحديث فلا يقبل منه مطلقًا بل قد يعل تفرده فيستنكر ويقول بعض الناس: تقبل زيادة الثقة مطلقًا كما تقبل زيادة الشاهد في شهادته علىٰ صاحبه فمن حفظ حجة علىٰ من لم يحفظ وقد يستدل هؤلاء بكلام الإمام مسلم في التمييز حين قال / ١٥٥: ” والْحَدِيث للزائد والحافظ لأنَّه فِي معنىٰ الشَّاهِد الَّذِي قد حفظ فِي شَهَادَته مَا لم يحفظ صَاحبه وَالْحِفْظ غَالب علىٰ النسْيَان وقاض عَلَيْهِ لَا محَالة “ والجواب: أنَّ هذا القياس فاسد، فزيادة الراوي علىٰ أقرانه تقتضي توهيمهم إن صحت زيادته كما ذكرنا وذلك لأنَّهم مجتمعين علىٰ الحديث من طريق الشيخ نفسه، فهذا بخلاف أمر الشهادة وهذا القياس لو صح للزم قبول زيادة كل ثقة، وهذا مخالف لكلام مسلم نفسه ولنهج أئمة ال...

تنبيه علىٰ طريق مشهور لحديث يا ابن آدم تفرغ لعبادتي...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ أهل بيته وصحبه أجمعين، وبعد: قال مسلِّمُ بن الحجاج رحمه اللَّه تعالىٰ في التمييز / ٨٤ - ٩٠: ” ثُمَّ أول ما أذكر لك بعد ما وصفت ممَّا يجب عليك معرفته قبل ذكري لك ما سألت من الاحاديث: السمة التي تعرف بها خطأ المخطئ في الحديث وصواب غيره إذا أصاب فيه فاعلم أرشدك اللَّه أنَّ الذي يدور به معرفة الخطأ في رواية ناقل الحَدِيث إذا هم اختلفوا فيه من جهتين: - أحدهما: أنَّ ينقل الناقل حديثًا بإسنادٍ فينسب رجلًا مشهورًا بنسبٍ في إسناد خبره خلاف نسبته التي هي نسبته أو يسمِيه باسمٍ سِوَىٰ اسمه، فيكون خطأ ذلك غير خفي علىٰ أهل العلم حين يرد عليهم كـ معمر بن راشد حيث حدث عن الزهري فقال: عن أبي الطفيل عمرو بن واثلة ومعلومٌ عند عوام أهل العلم أنَّ اسم أبي الطفيل: عامر لا عمرو وكما حدَّث مالك بن أنس عن الزهري فقال: عن عبَّاد، وهو من ولد المغيرة بن شعبة وإنَّما هو عبَّاد بن زياد بن أبي سفيان، معروف النسب عند أهل النسب وليس من المغيرة بسبيل وما وصفت من هذه الجهة من خطأ الأسانيد فموجود في متون الأحاديث ممَّا يُعرَف خطأه السامع الفهم حين يرد علىٰ سمعه فهذه الجهة...

الطعن بعلم الحديث وأهله من قبل الجهلة...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فإنَّه ممَّا لا يسر المرء أن يتواجد هؤلاء الجهلة الطاعنين بالأحاديث وبأهل الحديث الزاعمين تعظيم القرآن وأتباعه كما يفعل منكري السنة وغيرهم ولعمري فهؤلاء الناس من أبعد الناس عن القرآن فهل لهم نظر وتفسير كامل لجوانبه الفقهية وجوانبه العقدية وجوانبه اللغوية وجوانبه الوعظية إلخ كما كان هذا عند أهل الحديث من قبل؟ فالفقهاء مثلًا الذين لهم مذاهب من السلف لهم نظر ومعرفة بآيات القرآن في باب الفقه بشكل عام ولهم كلام في أبواب الفقه عمومًا والعلماء من السلف في الاعتقاد لهم نظر ومعرفة واستدلالات بآيات القرآن في الباب بشكل عام   والوعاظ من السلف لهم نظر ومعرفة في الآيات التي يستفيدون منها في الباب، فيكون لوعظهم جمالًا وأثرًا وأهل اللغة من أهل الحديث لهم نظرهم واستدلالهم من القرآن، ولهم ردوده علىٰ أهل البدع من هذا الجانب كما رد ابن قتيبة علىٰ القدرية وتحريفاتهم لآيات الإضلال والهداية من جانب اللغة مثلًا وهكذا فأهل الحديث بالمجمل يأخذون بالقرآن في كل الأبواب ويعتنون به، والبخاري الذي يقصده غير واحد من هؤلاء بنفسه له كتاب ك...

الرد علىٰ عبد الرحمن دمشقية...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: قال زهير بن حرب النسائي في كتاب العِلْم [٢٦]: ” ‏١٠٧ - ثنا محمد بن حجاج، عن ابن جريج، أخبرني عطاء أنَّه سمع أبا هريرة والنّاس يسألونه يقول: لولا آية أنزلت في سورة البقرة لما أخبرت بشيء، فلولا أنَّه قال: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم اللَّه ويلعنهم اللاعنون} ” هذا إسناد صحيح لأبي هريرة رضي اللَّه عنه، وهذا من فقه السلف فسكوتهم لخشية وتكلمهم لخشية رضي اللَّه عنهم وإني لأرجو أن أكون كذلك فأتكلم خشية في ردودي وكلامي مع الناس، واقول ولا حول ولا قوة إلّا باللَّه: هذا رد علمي علىٰ بعض ما تكلم به الشيخ عبد الرحمن دمشقية وفقه اللَّه  وليس المراد من هذا إسقاط الشيخ - وأعوذ باللَّه من ذلك - ولا التشفي ولا غير ذلك، إنَّما هذا دين فوجب إظهار الحق واجتناب كتمان العلم قال الشيخ عبد الرحمن في مقطعه علىٰ اليوتيوب [وليد إسماعيل ومذهب التفويض الأشعري لصفة اليدين للَّه]: ” لا يؤخذ من هذه الآية: {بل يداه مبسوطتان}، إثبات اليد مباشرة، وإنما إثبات كرم اليد الثابتة أصلًا ...

الطعن في العلماء...!

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: قال ابن القيم في الصواعق المرسلة [١٥٥ - ١٥٦]: ” وقد شهد سبحانه لمن يرىٰ أنَّ ما جاء به من عند اللَّه هو الحق لا آراء الرجال بالعلم فقال تعالىٰ: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} وقال تعالىٰ: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى} فمن تعارض عنده حقائق ما جاء به وآراء الرجال فقدمها عليه أو توقف فيه أو قدحت في كمال معرفته وإيمانه به لم يكن من الذين شهد اللَّه لهم بالعلم ولا يجوز أن يسمىٰ بأنَّه من أهل العلم ” أقول: من جميل فقه التفسير وحسنه الاستدلال علىٰ الشيء من ذكر عكسه ومن ذاك أن اللَّه تعالىٰ دل بذكره: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ)، علىٰ أن الذين لا يرون ذلك هم أهل الجهل ممن لم يؤتوا العلم  وكل صاحب خلاف عقدي وبدعة فهو ممن لا يرىٰ أن ما أنزل اللَّه هو الحق في الباب الذي خالف فيه فهذا كذاك والأمر...

اسم للَّه عز وجل غير مشهور...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فهناك ‏اسم من أسماء اللَّه جل وجهه وهو القَيَّام غير مشهور للأسف ولا يكاد يذكر بين العوام فيما أعرف، وأمّا معناه فمثل معنىٰ اسم القيوم  قال الإمام ابن قتيبة في غريب القرآن [٧]: ” ٣- ومن صفاته: القَيُّومُ، والقَيَّامُ، وقُرِئ بهما جميعًا وهما: فَيْعُولٌ، وفَيْعَالٌ، من قمتُ بالشيء: إذا وَلِيتُه، كأنه القَيِّم بكل شيء “ وقد أثبت ابن مندة في كتاب التوحيد الاسم أيضًا، وهو من أثر عن عمر بن الخطاب في القراءة قال سعيد بن منصور في سننه: ” حدثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَىٰ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقْرَأُ: ( الْحَيُّ الْقَيَّامُ ) ” وصل اللهم وسلم علىٰ نبينا محمد

صور حملة العرش عليهم السلام...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: قال عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه علىٰ المَريسي: ” (١١٠) حَدَّثَنَا مُوسَىٰ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: حَمَلَةُ العَرْشِ مِنْهُمْ مَنْ صُورَتُهُ عَلَىٰ صُورَةِ الإِنْسَانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ صُورَتُهُ عَلَىٰ صُورَةِ النِّسْرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ صُورَتُهُ عَلَىٰ صُورَةِ الثَّوْرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ صُورَتُهُ عَلَىٰ صُورَةِ الأَسَدِ “ وقد تابع موسىٰ بن إسماعيل أسد بن موسىٰ قال ابن خزيمة في التوحيد [٢٠٦]: ” حدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَسَدُ السُّنَّةِ يَعْنِي ابْنَ مُوسَىٰ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَمَلَةُ الْعَرْشِ أَحَدُهُمْ عَلَىٰ صُورَةِ إِنْسَانٍ، والثَّانِي عَلَىٰ صُورَةِ ثَوْرٍ، وَالثَّالِثُ عَلَىٰ صُورَةِ نَسْرٍ، وَالرَّابِعُ عَلَىٰ صُورَةِ أسَدٍ “ أقول: قد ذكر هذا الآثر ورواه الإمام الناقد عثمان الدارمي، فليس الأثر بمنكر إذ جمهور أهل الحديث لا يستحلون تخريج الأخبار ال...

فائدة في الرد علىٰ الربوبية...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آلع وصحبه ومن ولاه، وبعد: فهذه فائدة مأخوذة من كلام شيخ الإسلام في رده علىٰ الجهمية، ويظهر لي أن في كلامه ردًّا علىٰ الربوبيين أيضًا قال أبو العباس ابن تيمية في رسالة الصفات الفعلية [٦١ - ٦٣]: ( وَكَذَلِكَ كَونه مَالِكًا ليَوْم الدَّين، يَوْم يدين الْعباد بأعمالهم: إِن خيرّا فَخير، وَإِن شرًّا فشر: {وَمَا أَدْرَاك مَا يَوْم الدَّين * ثمَّ مَا أَدْرَاك مَا يَوْم الدَّين * يَوْم لَا تملك نفس لنَفس شَيْئًا وَالْأَمر يَوْمئِذٍ للَّه} فَإِن الْمَلك هُوَ الَّذِي يتَصَرَّف بِالْأَمر يَأْمر فيطاع، وَلِهَذَا إِنَّمَا يُقَال ملك للحي المطاع الْأَمر لَا يُقَال فِي الجمادات لصَاحِبهَا: ملك، إِنَّمَا يُقَال لَهُ: مَالك وَيُقَال ليعسوب النَّحْل: ملك النَّحْل، لِأَنَّهُ يَأْمر فيطاع وَالْمَالِك الْقَادِر علىٰ التَّصَرُّف فِي الْمَمْلُوك وَإِذا كَانَ الْملك هُوَ الْآمِر الناهي المطاع، فَإِن كَانَ يَأْمر وَينْهىٰ بمشيئته كَانَ أمره وَنَهْيه من الصِّفَات الاختيارية، وَبِهَذَا أخبر الْقُرْآن قَالَ اللَّه تَعَالَىٰ: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا أَوْفوا بِالْ...

الكلام عن تضعيف حديث سنة الخلفاء الراشدين الراشدين الراشدين...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فإنّ تسرع بعض الناس في تضعيف الأحاديث المشتهرة عند الأئمة الموضوعة في كتب السنن مما لا يسر المرء وهذا ما أتىٰ إلا من الجمود عن القرائن فالراوي الضعيف قد يصيب، والمجهول قد تزول جهالته، وذلك يحصل: بالقرائن التي لا تكون صريحة دائمًا فمثلًا أثر إجلاس النبي ﷺ علىٰ العرش، يدفعونه بدعوىٰ ضعف الليث بن أبي سليم فنقول: الأثر احتفت به قرينة تمنع التضعيف بهذا، وهي أنّ السلف أجمعوا عليه كما نقل الخلال في السنة فاحتجاج الأئمة النقاد في علم الحديث من السلف بآثر مجاهد مقتضاه تصحيح رواية الليث، فيُعلم جزمًا أن الليث لم يغلط في هذا الآثر بل يكون هذا ممّا أصاب فيه، ولا إشكال فالضعيف قد يصيب  ثم إن رواية الليث عن مجاهد مباشرة بخلاف الجادة فهذه إمارة حفظ وخير وهذا الكلام أقوله تنزلًا وإلا فالليث يروي عن مجاهد من كتاب القاسم بن أبي بزة، فلا دخل لحفظه بالموضوع أصلًا والآن نأتي لحديثنا، قال الإمام أحمد بن محمد بن حنبل في المسند: ” ١٧١٤٤ - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ ا...

قاعدة فيمن لا يروي إلا عن ثقة وغير ذلك..

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فإنّ عددًا من أهل النقد من الرواة يعدلون بالرواية ويجرحون بتركها وذاك لانتقاءهم وانتقادهم في الشيوخ، وهؤلاء هم الذين قيل عنهم: إنهم لا يروون إلا عن ثقة وما شابه هذا ومثل هذا الأمر من أنفع ما يكون في إزالة جهالة الحال أو العين وهذا لا ينبغي أن يغفل عنه المحققون إذا ما رأوا رجلًا مجهولًا إذ ليس التعديل بمحصور بالكلام بل قد يكون بغيره فالتعديل قد يكون برواية رجل ناقد متحرٍ أو  باحتجاج إمام ناقد بحديث المحدث أو بتصحيحه له ونحن الآن لدينا الأصل وهو أن الراوي الفلاني لا يروي إلا عن ثقة فروايته تعديل، فسنأخذ عامرًا الشعبي كمثال قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: ” أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي، قال سمعت يحيىٰ بن معين يقول: إذا حدث الشعبي عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه “ طيب فأتينا في أحدىٰ المرات لراوٍ روىٰ عنه الشعبي المتحري الناقد في شيوخه فوجدناه ضعيفًا ومتروكًا مثلًا الحارث الأعور فقد روىٰ عنه الشعبي فسماه وقال: وكان كذابًا وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: ”  أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي ...

العمل الصالح المغفول عنه في أيام عشر ذي الحجة...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: فقد جاءت أيام عشر ذي الحجة غير أنّ الناس لما يعلمون بفضل هذه الأيام عند ربها جل جلاله يذكرون الصلاة والصيام والحج وغيرها، وهذا كله حق لا ريب فيه ولكن هناك عمل صالح مغفول عنه في عموم الأيام وفي هذه الأيام خصوصًا، والغفلة عنه في هذه الأيام - خصوصًا - من الحسافة والندامة لعظم الأجر في مثل هذا وهذا العمل هو: شكر النعم المعتادة. قال سفيان بن سعيد الثوري في تفسيره: ” عن التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان في قوله: {كان عبدا شكورا}، قال كان إذا أكل طعامًا حمد اللَّه وإذا لبس ثوبًا حمد اللَّه “ قال ابنُ جريرٍ الطبري في تفسيره: ” حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيىٰ وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: ثنا سفيان، عن التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: كان نوح إذا لبس ثوبًا أو أكل طعامًا حمد اللَّه، فسُمّي عبدًا شكورًا “ هذا إسناد صحيح، التيمي يمشي في مثل هذا وعلىٰ فرض الإعلال بعنعته فهو مكثر عن أبي عثمان النهدي فتقبل عنعنته عنه إذ يغلب عليه السماع  قال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ: ” حدثني الفضل، قال: سئل أحمد بن حنبل ...

معنىٰ اسم جبريل وميكائيل وإسرافيل...

بسم اللَّه والصلاة والسلام علىٰ رسول اللَّه وعلىٰ آله وصحبه ومن ولاه، وبعد: قال ابن أبي حاتم في تفسيره: ” ٩٦٣ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَىٰ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ عَنْ ابن عبَّاس قال: إِنَّمَا قَوْلُهُ جِبْرِيلُ كَقَوْلِهِ: عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ “ هذا سند صحيح وقال ابن أبي حاتم: ” ٩٦٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَقَالَ جِبْرِ: عَبْدٌ، وَإِيلُ: اللَّهُ ” وهذا أيضًا صحيح ولا يعل الأثر بعنعنة الأعمش فالأصل فيها الاتصال، قال أبو داود في سؤالاته: [ ١٣٨ - سمعت أحمد سُئِلَ عن الرجل يعرف بالتدليس يحتج فيما لم يقل فيه سمعت؟، قال: لا أدري فقلت: الأعمش متى تصاد له الألفاظ؟، قال: يضيق هذا، أي أنك تحتج به ] فالأصل الاحتجاج به وذاك لأن غالب إرساله إرسال خفي لا تدليس الإسناد يعني يروي عمن أدركه وأمكنه لقياه والسماع منه وهو لم يسمع منه شيئًا فهو مثلًا يروي عن شمر بن عطية ولم يسمع منه أصلً...